عبد الباقي عبد الباقي

[email protected]

حليمة ..... هي الأم التي حملتني.

والفصحى ......هي الأم التي ربتني .

فكانت قصائدي فيهما من بحر واحد هو الوافر , وقافية واحدة هي الميم وألف الإطلاق,,

ومعنى واحد هوالحب والوفاء والتقدير والاحترام..

هي الفصْحى أهيمُ بها غراماً

أُطاوِل في مَحبّتها الأناما

وأشْدُ و في مَحاسِنها بشِعري

لأرفعَ عن مَفاتِنها اللِّثاما

فإنّ َ لها جَمالاً لايُضَاهَى

وإنّ لهَا سِمَات ٍ لاتسَامى

تَضِيقُ بوصْفِها نُجُبُ القوافي

وإنْ كانت ْ نِثاراً أونظاماً

نَسِيمُ بَيانِها مِسكُ العَذارَى

وَسِحْرُ بَد يعها خَمرُ النَّدامى

فتسْمُو في رحَابِ الله رُوحِي

إذا جوَّدْ ت ُ آيات ٍ كِرَاماً

وَتَطرَبُ مِنْ بَلاغَتِها القوافي

إذا غنَّيتُ شِعْراً أو مَقاماً (1)

وَترقصُ مِنْ فصَاحَتها المَعاني

إذا مَاقلتُ نَثراً أو كلاماً

وتَسْكرُ مِنْ رَوائعها الأغاني

فتشْرَبُ منْ بدائِعها مُدَاماً

حَبَاها اللهُ فضْلاً وَاصْطفاها

وأعْلاهَا المَكانة َ والمَقاما

فقدْ أوْحى الإلهُ بِهَا كِتا باً

بِتشْريع لنا أضْحى نِظاماً

رَسُولُ الله ِ أحْمدُ قالَ فِينا

أحِبُّوها وَزيدُوها احْتراماً

وَوُدُّوها .... كلامُ اللهِ فيها

وفي الجَنَّات تُقرِئُكمْ سَلاماً

وإبراهيمُ حافِظُ قال فِيها

هِيَ البَحرُاحتوى د ُرَرًا كِرَامًا

فقدْ وَسِعتْ كِتابَ اللهِ لفظاً

وَتشْريعاً وأحْكاما عظاما

وَمَا عَجَزتْ بحُكم ٍ أو بآي ٍ

ولا وَهنَتْ ولا شَكَتِ العَقَاما ( 2 )

تواكِبُ بالحَضَارَةِ كُلَّ أمر ٍ

فتكْسُوهُ العبَاءةَ والعِمامَا( 3 )

تُزيِّنُهُ وتمْنَحه المَزَايا

وَتُكسِبهُ الحداثةَ والعلاما ( 4 )

فيَبْدُ و كُلُّ مَافِيه جَد يداً

وَيَمْضي مُشرقاً دَوْماً أمَاماً

سَلِ ِ التّاريخَ عَنْها وَالبَرايا ؟

تُجبْكَ بأنَّها كانت ْ وِِ ِساماً

وَسَلْ عَنْها بِسنْدٍ أو بِهنْد ٍ

وَسلْ تُركاً وأندَ لساً على ما ؟

إذا حَلَّتْ بِمِصْر ٍ أوْ بلاد ٍ

رَأيتَ بهَا التّقدُّم َ لايُسامى

فقدْ أعْطتْ عُلومَ الأرْض ِ مَجداً

وَزَادَ تْها سُمُوّاً وانسِجاماً

وَسَلْ عنْهَا الحَدَاثة َ في عُلوم ٍ

وَسَلْ عنْها الحَضارةَ وَالشَّآما ؟

فسُوريّا مِثال ٌ لِلمَعالي

إذ ِ اعْتمَدَتْ على الفصْحى إمَاماً

وَعزَّزَت ِ الفريضة َ في قرار ٍ

لِتمْكِين ٍ بها أضحى نِظاماً (5)

فََكلّ ُمَنَاهِج ِ التّعليم ِ صَارت ْ

لهَا العَربيّة ُ الفصحى قواماً

بكلِّ عُلومِها ,, طِبٍّ وفنّ ٍ

وهند سةٍ وآداب ٍ ,, إلى ما

وَمَا ضَاقت ْ بِعلم ٍ وَاخْتصَاص ٍ

وَلا ضَعُفت ْ ولا شكَتِ السَّآمَا

فوَاكبَت ِ الحَداثة باضْطِرَاد ٍ

وَأدْرَكتِ التّقدُّ مَ والسنَاما

أنا ابنُ الضّادِ والفصْحى لِسَا ني

وَصِنْوي القافُ يُشْبِهُني قَوَاماً

هيَ العَربية ُ العصْمَاءُ أمِّي

وَآبائي همُ العرَبُ النَّشامى

رَضِعْتُ حَليبَها أدَباً وعلماً

وأتقنْتُ الفصَاحة َ والكلاما

وَبالأخْلاق ِ قدْ آليْتُ عهْداً

صَدَ قتُ بِهِ سُلوكاً والتِزاماً

فَيَاأمَّ اللغات ِ كفاك فخراً

بِأنَّ اللهَ أعلاك ِ المَقاما

وَأعْطاك ِ الحصَانة بامْتِياز ٍ

فأكدَها وقدْ ضَمِن َ الدَّ وَاما

فأنت لنَا على الأيام ِ أمّ ٌ

توَحّدُ نا وَتجْمعنا التِئَاماً

وأنت ِ على الخطوب لنا ملاذ ٌ      

يوطّدُ نا ثباتاً واعْتِصَاماً

وَعذراً إنْ جفاكِ البَعضُ مِنّا

فقدْ ترَكوا لِغيّهمُ الزِّمَاما

فذاك لِجَهْلِهم وَلِسُوءِ فهْم ٍ

وَذاك لأنهُمْ صَاروا لِئَاماً

هيَ العربيّة ُ الفصْحى بقَلبي

أفاخِرُ في قدَاسَتِهَا الأ ناما

أُطاوِلُهُمْ .... أقولُ لهُمْ بعِزّ ٍ

أنا صَبّ ٌ بِحُبِّ الضَّاد ِهَاما

( لها عهْدي بأن ْ أبقى وَفيّاً

إلى أنْ أبلغ َ الأجَلَ الخِتا ما)(6)

1 – مَقاما : المقامات من ألحان الغناء العربي .

2-العَقَاما : من لايولد له.

3- العِمَاما : جمع عِمامه .

4 – العلاما : جمع علامه .

5 – تمكين : قانون تمكين اللغة العربية في سوريا .

6  – من قصيدة الأم الحنون .