ذياب عبد الكريم - الكويت

يا صديقي لا تسلني!

عن جيوش المسلمين..

أو عن الفتح المبين..

لا تسلني!

كيف أضحى النصر وهماً..

كيف يعلو الغدر يوماً..

يا صديقي لا تسلني!

إن رأيت الريح هاجت..

أو رأيت الناس ماجت..

لا تسلني!

إن سمعت الدين يشكو

.. غربة

أو صار يبكي..

لا تسلني!

إن رأيت الورد شوكاً..

أو وجدت الشهد مراً..

يا صديقي..

لا تسلني!

إن وجدت الفجر ليلاً..

أو خيوط النور تبهت..

أو شعاع الشمس أسود..

لا تسلني!

* * *

إن رأيت الأم ثكلى..

تندب القلب الحزين..

أو رأيت الأرض نهراً

من دماء المسلمين!

يا صديقي..

لا تسلني!

هل بكوسوفا ضحايا..

أو يتامى..

.. في الملاجئ

أو عظاماً..

علقت في الدرب..

أو فوق المآذن..

أو دماء..

في كؤوس الخمر..

والصرب الندامى..

حول أشلاء اليتامى..

فوق أعراض الأيامى..

أو دمارا..

* * *

لا تسلني!

يا صديقي!

إن رأيت البكر حبلى..

تمقت الميلاد دوماً..

أو رأيت الشيب يغزو..

رأس طفل..

كلّ طفل..

يا صديقي..

لا تسلني!

إن رأيت المهد يحرق..

أو رقاب الخير تخنق..

أو قطيعاً..

من رجال..

ساقه الصرب اللئام..

أو عجوزاً..

جمد البرد دماها..

أوهن السير خطاها..

يا صديقي.. لا تسلني!

* * *

إن رأيت الوأد عنوان الحياة..

أو وجدت الحزن يغتال

الشفاه..

أو سمعت ألف أنثى..

تصرخ الصوت العويلا..

تطلب الموت الرحيما..

أجهضوني..

اقتلوني..

طهروا جوفي وعرضي..

من نجاسات الجنود..

من دماء الصرب..

أحفاد اليهود..

يا صديقي..

لا تسلني!

مجدنا السامي تبدل؟!

فارس الحق ترجل؟!

والأسارى..

في سجون الكفر

تقتل..

والملايين ترحّل..

والجياع..

يسألون الخبز قوتاً..

يطلبون الماء.. ظمأى..

أيها الخل تجمّل..

* * *

يا صديقي..

لا تسلني!

إن رأيت الظلم خيّم..

أو وجدت الكفر يعلو..

أيها الدهر تكلم..

أيها المحامي تقدم..

يا صديقي..

لا تسلني!

أيها التاريخ عذراً

إننا اليوم سكارى!

أيها الألبان عفواً..

إننا صرنا حيارى!

أيها الإسلام صبراً..

فاقبل اليوم انتظاراً..

* * *

يا صديقي..

لا تسلني!

كيف نجتاز الهزيمة..

والجراحات القديمة..

والعذابات الطويلة..

والنهايات المريرة..

ثم ماذا يا صديقي؟

لا تسلني..

فيم أبكي..

إنه الحرف الحزين..

إنه الدين الدفين..

أقسم اليوم اليمين.

إنه لن يستكين..

في زمان الشعر..

والقول المبين..

يا صديقي..

إنه صوت بجوفي

يسأل الربّ الرحيم..

أن يعيد الفاتحين..

بعد حين..

يا صديقي..

بعد حين..