قصة زهرة ..!!

صلاح جلال

صلاح جلال

اسمي زهرة ..

كنت أحب اللعب هناك وكانت عندي ..

أجملُ هرّة ..

كان البيت حميلاً حقاً ..

تلمح منه جمال النهر ..

ووجه الخضرة ..

ومن الشرفة ..

كنت أراقب سرب الطير ..

يحلق تحت صفاء الزرقة ..

وأخي الأصغر ..

_ لست الصغرى _

كان يحاكي كل صباح ..

ذاك البلبل فوق الشجرة ..

وأخي الأكبر ..

_ لست الكبرى _

كان يسابق بالدراجة ..

كلب العمة عند الترعة .!

وأبي الحضن الدافئ فينا..

تلمح في شفتيه البسمة ..

كنت أحب أبي .. أهواه ..

حين يصلي كنت كثيراً ..

أركب ظهره ..

بقيت أمي قلب الأسرة ..

ذاك الوجه الأنور دوما ..

يبعث فينا الحب وسحره

كنا نسمر كل مساءٍ ..

نسمع منها أحلى قصة ..

هي ذي الأسرة ..!!

عفواً .. أعني ..

كانت أسرة ..!!!!

***********

فأبي ..

كان يصلي المغرب ..

حين سمعنا صوت الضجة ..!!

حين تهافت قصف النار..

ليقتل فينا الحب وسحره ..

هذه الكومة كانت بيتي ..!!

هذي الجثة كانت أمي ..!!

هذي الفحمة .. كانت ..!!

ويحي ..!! كانت أبتي ..!!

فأبى الأعزل حرقوا جسده ..

غصبوا الطهر بأمي قسراً ..!!

وقضى الغاصب منها وطره ..!!

وأخي الأصغر فزعاً يجري

حتى قد قتلته الحسرة ..!!

وأخي الأكبر دافع عني

حتى أنهى القاتل أمره

خنقوا فيه الصوت سريعاً ..

ودنا نحوي منهم ..عشرة ..!!

وأنا أستجديهم .. رحمة ..!!

أنا برعومٌ إني زهرة ..!!

لست بأنثى .. إني طفلة ..

بُحَّ الصوت..!!

وجف الدمع ..!!

وظل القلب الأسود صخرة .. !؟!

***********

كانت هذي قصة زهرة ..

وجدت فوق تلال الموتى ..

تحت حطام ...كرامة أمة ..