معاناة التّفطن والانتباه

علي عبد الله البسّامي

تطاردُني قصاصات من الورقِ

تطاردني لأنعى امَّة ً رَدَمتْ سبيل الحقِّ بالأهواء والشَّبقِ

تطاردُني فأطردُها ...

وتلحقُ بي ...

على جُرفٍ من الفوضى ... الى نفقِ

تطاردني وترسم لي نهايات على الأفقِ

ارى فيها رقاب الناس قد جُرَّتْ الى الرِّبَقِ

لقت سيقت الى البلوى

الى سجنِ الأسى والهمِّ والقلقِ

***

أنا لا أرسل الشكوى لكي اكسبْ

انا لا ارصُد البلوى لكي أُرعِبْ

انا بشر له قلب يرى قيم الهدى تُقلبْ

يرى الأعراض في فوضى الهوى تُسلبْ

يرى دين الهدى قد صار كالمشجبْ

فذا لاهٍ به يلعبْ

وذا باغٍ به يُرعِبْ

انا صاح ارى الأرواح سائبة ً

الى فوضى بني صهيون تُستقطبْ

انا احدو قلوب الغافلين الى ...

سلامٍ شامخِ المنكبْ

الى وطن عزيز صالح المذهب

انا ارجو صلاح النّاس لمّا ارسل الآهات ...

او اكتبْ

***

ولكنْ سكرةَ الانسان في بلدي

تُبكِّمُنِي

تَجُذُّ يدي

فأخفي خيبتي الرَّعناء في جَلَدِي

ولا اشكو الى بشر

فقد دخَّرت شكواي الى محرابيَ الصامتْ

الى الرّحمن اسألهُ

ابثُّ الحزن والشكوى فيسعفني

ويخرجني الى الآمال من كَمَدي

فيا نفسي ...

رقاب النَّاس يملكها حكيم ٌ يعلمُ الأخفى

فلا تَجِدِي