الميلاد

هائل سعيد الصرمي

هائل سعيد الصرمي

[email protected]

ميلاد طــه للحياة عبيــــرُ

مسكٌ يفوح وعنبر وبخورُ

"ولد الهدى" وانجاب منه النور

وهدى الحبيب تبسمٌ وسرورُ

والبشريات تلوح في أسرابها

والأرض تضحك والفضاء ينيرُ

وسحائب الرحمات تنشر ظلها

بين الغصون فينتشي الشحرور

والزهر أينع والورود تفتقت

بعد الذبول فروضها ممطورُ

والكون يطرب بالمسرة والهنا

والنور يهمي والظلام يغور

والكائنات تسربلت بسعادة

ذكر الحبيب نضارة وحبور

تتجدد الذكرى فيرتسم الرضا

ويفيض في روض الحياة عبيرُ

في كل عام تحتفى أشواقنا

في ذكر من يسمو به التعبير

وبكل عام نرتدي حلل الندى

ذكــرُ الحبيب تفوح منه عطورُ

من نور أحمد نحتسي قيم الوفا

فالصادقون الأوفياء بدور

هم قادة الدنيا ومصدر عزنا

وإليهم هذا الوجود يشيــــر

وهم الجبال الشم حين تراهم

يعروك من إجلالهم تــقديرُ

ركبوا غمار العاديات وأسقطوا

فرعون ذي الأوتاد وهو عسير

مضمار خيلهم الهداية والتقى

والعلم حاد والسلام سفيــر

ها نحن يا طه نبثك شجونا

فعسى بحبك يصرف المحذور

وإلى إله الخلق نشكو أمة

ما عاد في الدنيا لها تأثيــر

كانت كشم الراسيات مهابةً

واليوم في وهج الشتات تمورُ

هل يا ترى الثورات تُرجعها

إلى أمجادها ويعيدها التغيير

وترفرف القيمُ النبيلة مثلما

كانت ترف وينتهي التزوير

هل تسترد زمامها ورشادها

ويزورها بعد الأسى التحريرُ

وتعود للنبع الأصيل ومجدها

فلها بأعماق الزمان جــذور

وتظل مثل الأمس راية عزها

خفاقة بخطى الرسول تسير

أنا مؤمن بالنصر في ثوراتنا

مهما تمادى القتل والتفجير

ميلاد طه للقلوب بشارةٌ

تتواءمُ الآمالُ والمقـــدورُ

فبكل ذكرٍ للحبيب ومولدٍ

يفتر نصر أو يشعشع نورُ

ميلادهُ ذكرى تفيض شمائلا

وله بوجدان الحياة حضورُ

ميلاده ميلاد كل فضيلة

بعثتْ فمنه العلم والتنوير

طه ويبتسم الضياء ويحتفى

هذا الوجود ويهتدي التفكير

عام مضى والعاصفات كثيفة

والثعلُ يزأر والأسود تخور

وضغائن الأعراب تعصر نفطها

خمرا به التخريب والتدمير

وعصابة الأفيون تنفش ريشها

في كل قطر والشعوب تثور

طه وأرض الرافدين كسيرة

وعصائب الفتن الغلاظ تدور

وهضاب أرض الشام يَبقرُ بطنها

سيف المجوس فشعبها مقبور

وعلى ضفاف النيل يقتل شعبنا" السي

سي" وتُرْمى في السجون صقور

حتى نسينا القدس مسراكَ ال

ذي مرت به الأعوام وهو أسيرُ

لكن هذا العام عام بشائــرٍ

والنصر بين عيونه مسطور

"صلى عليك الله يا شمس الهدى"

"ما رُدِّدَ التهليلُ والتكبير"

وعليك صلتْ أحرفي ومشاعري

ما رفَّ طيرٌ أوشدى عصفورُ