همسة في محراب الزمن

محمد العلي

همسة في محراب الزمن

محمد العلي

أنا لم أعد ذاك الصبي الملهما

انا لم اعد ايكا يدر الانعما

انا ما أنا إلا كطيف سحابة

لم ترو حتى بعض أجزاء الظما 

كانت لنا يا صاح أروع قصة

نلهو نعانق في السماء الأنجما

و لكم سهرنا فوق غافية الربا 

 فرنا الينا البدر ثم تبسما

إني لأذكر حين كنا صبية

نمضي اذا ما الليل جن و أظلما 

نحو الكروم الهائمات بقبلة

للصبح ننشر في حماها الأنغما

ياشامنا الخضراء جئتك ارتجي.

امسا نضيرا في الحياة منعما

أين المرابع أين أحلام الصبا

و الروض أسمع في رباه العندما

أين الأحبة و الرفاق تركتهم

يبنون صرحا للعلاء وسلما

شهد الإله بأنني قد جئتهم

بعد الغياب مصافحا و مسلما

اين ابتسام الزهر يعبق بالشذا

أين المآذن صوتها يعلو السما

قد بح صوت شبيبتي و تمزقت

أوتار قلبي والقريح تلعثما

رحل الذبن أحبهم و أجلهم

يا قلب فانطفأ السراج و همهما

ماذا أقول ففي فؤادي غصة

و لهيب جرح في فؤادي أضرما

قلبت بأيدينا المعاير وانطوت 

رايات أمس بالمكارم أفعما

فسفيهنا صار المبجل عنوة

و الثعلب المكار صار الضيغما

و الجاهل المغرور صار بماله

ذاك التقي العاقل المتفهما

وشيوخنا صاروا عبيد بطونهم

باعوا الضمائر و استحلوا الدرهما

باعوا الديانة كل شيء عندهم

قد بات مكروها و ليس محرما

يا أمتي لن يستقيم عمودنا

ما دام لص الحي حام للحمى

ليل الهزائم قد أناخ برحله

فأقام خزي في البقاع و خيما

و جراحنا مذ غادرت أجيالنا

نهج الإله تضج تزخر بالدما

ضاقت فضاءات الدنى و أذلنا

صهيون يعبث بالديار و طالما

بتنا سبايا نرتجي في أرضنا

عفوا لديه و قد سقانا العلقما

يا شامنا الخضراء لا سيف هوى

في ساحنا ابدا ولا سهم رمى

فالنصر في أرض العروبة فرية

ضحك الزمان لذكرها و تبرما

يا أرض اجدادي و يا مهد الصبا

يا نفحة الموال يصدح هائما

سأظل رغم البعد عنك حبيبتي

كلفا محبا في هواك متيما