رحلَ الشيخ.. وظلّ منيرا!

عبد الله عيسى السلامة

عبد الله عيسى السلامة

[email protected]

في رثاء الشيخ الكبير ، الدكتور منير الغضبان .. يرحمه الله .

مالموتٍ ، من رُقيةٍ ، أو علاجِ أو شفاءٍ.. في ضجّةٍ ، أو لَجاج !

يُتوفّى ، في كلّ يوم ، ويَحيا كلّ مَن في الكهوفِ والأبراج..!

بَيدَ أنّ الردى ، إذا حَلّ ، أعيى الكونَ ، عن أن يُعيدَ نُورَ السراج !

حِكمةُ الله ، في الورى .. والبَرايا تَتمارى ، في هيئةِ الأمشاج !

قبلَ نَزع الحياة، قد يَنفعُ الطبّ، ويُجدي، في الداء، بعضُ التَناجي

فإذا حّلتْ المنيّة ، ولتْ كلّ جدوى ، في منطقٍ ، أو حِجاج !

* * * * * *

قد مضى شيخُنا الجليلُ ، مَهيباً لمْ تنلْ، منه، عاتياتُ الدّياجي

 ظلّ ، في أمّة الحبيب ، منيراً تستقي من سِراجهِ الوهاج

كان حراً بالفكر، بالودّ بَراً يتلقى انتقادَه ، بابتهاج

كان حصنَ الألباب، في كلّ نادٍ حَلّ فيه، مِن لوثة واعوجاج

يَقرعُ الحُمقَ بالنهى ، ويُداوي بشذا حِلمه ، فسادَ المِزاج

حبّهُ للنبيّ ، في الروح يَسري ليس حبَّ الأوراق في الأدراج

* * * * * *

صارعَ الداء ، بالتوكّل ، والأحبابُ يرنون ، بين باكٍ وراج

صابراً ظلّ ، مُعرضاً عن أساه من دَبيب الفناء في الأوداج

عاش طوداً.. وظلّ ، في الموت ، طوداً

 في اصطخابِ الأنواء والأمواج

* * * * * *

غبتَ ، ياشيخُ ، والدجى مكفهرّ والرزايا تَموجُ ، ملءَ الفِجاج

غبت ، ياشيخ ، والنفوسُ حَيارى لفّها الظلمُ بالعَمى والعَجاج

غبت، ياشيخ ، ليت مَن غاب وغدٌ سادَ في سيلِ زيفِنا الثجّاج

غبت ، ياشيخ ، تاركاً شامَكَ الفيحاءَ ثكلى ، ترتجّ أيّ ارتجاج

وسطَ دوّامة ، من القلقِ القتّال، تعيي الألغازَ، فيها، الأحاجي

* * * * * *

يا (منيراً) ، جَلا الظلامَ ، بنور ساطِع ، مِن أشعة المِنهاج

ياأسيرَ العَناء ، في مَحبس الجسم ، تَمتعْ بنِعمة الإفراج !