في حضورِ هذا الحبِّ لا تغيبُ الكواكب

عبدالله علي الأقزم

عبدالله علي الأقزم

[email protected]

أنساكُمُ؟ هل بعدَ نسياني لكُمْ

سيعيشُ فيهِ ذلكَ الإنسانُ

أنساكُمُ ؟ ماذا سيفعلُ حاضري

إنْ لمْ يُحلِّقْ في دماهُ أذانُ

أنـسـاكُـمُ ؟ هيهات بعدَ هواكُـمُ

يدنو إلى ذكراكُـمُ النـسـيـانُ

ما ذلكَ التذكارُ إلا منكمُ

و وِصالُهُ الذوبـانُ و الفورانُ

ما عاد يحجبُهُ البعيدُ و عندَهُ

تتساقطُ الأبعادُ و الجدرانُ

إنْ لمْ يعِشْ بينَ الجَمَالِ و أهلِهِ

فلهُ بتأريخِ الغباءِ مكانُ

منكمْ مكاني قِصَّة شمسيِّةٌ

و بها استظلَّ العاشقونَ و بانوا

إن كنتمُ الأزهارَ بينَ فصولِها

ففصولُها هي منكمُ الرَّيحانُ

و طلوعُها كختامِها جُمعِا معاً

و يداهما الأوراقُ و الأغصانُ

و جراحُها إنْ لمْ تكونوا نبضَها

أوْ عاشَ فيها الهجرُ و النُّـكرانُ

و شفاؤها إنْ عاشَ ظلِّكمُ لها

و حروفكم بدمِ الوصالِ حنانُ

لا يُبتلى حبٌّ بفقرٍ دائمٍ

و نقاطُكم لنقاطِها غدرانُ

إنْ لمْ يدِرْ مِنكُمْ مداري كوكبـاً

فالحقُّ أنْ يتوقَّفَ الدَّورانُ

كمْ سالَ منكمْ في عروقي كلِّها

فيشِبُّ مِنْ هذا المسيلِ بيانُ

ما القلبُ يقوى أنْ يعيشَ مغرِّداً

و يكونُ ضمنَ فضائهِ الكتمانُ

بحراكِ حبِّكُمُ الجميلِ بأضلعي

و دفاتري يتحرَّكُ الخفقانُ

ما هذهِ الألوانُ إلا منكُمُ

و بحبِّكمْ تتعدَّدُ الألوانُ

قيثارتي مِنْ كلِّ قافيةٍ بكمْ

خُلِقتْ و أنتمْ بينـها الألحانُ

شوقي لكمْ متصاعدٌ و صعودُهُ

هيهاتَ لا يسمو بهِ الغليـانُ

و النبعُ مِنْ صلواتِ عطرِكمُ جرى

و هواهُ بين هواكُمُ ظمآنُ

مِنْ كلِّ نبضٍ في عروقِكُمُ لهُ

بينَ الحروفِ يُحلِّقُ العرفـانُ

الحاضرُ الأبديُّ مِنْ أبنائـِكمْ

و صداهُ بينَ ركابِكمْ ريَّانُ

عمَّرتُمُ الأخلاقَ في أخلاقِكُمْ

حتَّى تشعشعَ ذلكَ العُمرانُ

و بفضلِ خطِّكمُ المسافرِ للهُدى

لكمُ الزوايا ذلكَ الإذعانُ

هذي الجواهرُ منكمُ أفرادُهـا

و بكمْ لها يتـنافسُ اللَّمعانُ

المُدهشاتُ جميعُها لجميـعِكمْ

اللُّغزُ و الإبحارُ و التبيانُ

بروائعِ الخُلُقِ الكريمِ تكوَّنتْ

و لها مِنَ الآتي الجميلِ كيانُ

و مدينةُ البركاتِ مِنْ خطواتِـكمْ

لمْ ينطفئْ مِنكُمْ لها بنيـانُ

أنساكُمُ ؟ هيهاتَ ينهضُ بعدكـمْ

بجميعِ ألوانِ الهوى الطيرانُ

أنساكُمُ ؟ كيـفَ الوصولُ إلى الصَّدى

إنْ لمْ يُسافرْ للضميرِ لسـانُ

أنساكُمُ ؟ ماذا ستـفعل موجةٌ

إنْ لمْ يُداخِلْ نبضَها الجريانُ

الساحلُ الشَّرقيُّ أحضاني التي

بهـواكُـمُ تـتـشـابـكُ الأحضـانُ

بوجودِ حبِّكُـمُ النقيِّ بداخلي

قدْ عادَ يُشرقُ ذلكَ الإنسانُ

و إلى رؤاكُـمْ كمْ تذوبُ قصائدي

عسلاً و يحلو فيكُمُ الذوَبَانُ

شكراً لكُـمْ لمْ يبقَ شكرٌ بعدَكُـمْ

إلا و فيهِ مِـنْـكُـمُ فيضانُ