هَيْهاتَ بَعدَ اليـومِ مَلْهاهُ=ولْتَشْهَدِ الأوجاعُ والآهُ ولْتَشْهَدِ البَلْوى التي ذَهَبَـتْ=بِجَمالِ طلْعَتِهِ ورَيَّاهُ ولْيَشْهَدِ الحُلْمُ الذي كَشَفَتْ=أنْيابُهُ عَنْ مُرِّ حَلْـواهُ     * * *=* * * بِالمالِ رازَ الدَّهْـرُ مَعْدِنَهُ=فرأى جميلَ الصَّبْرِ سُكْناهُ مالٌ تَحلّى بِالحَلالِ، وكَدُّ=العُمْرِ طَيَّبَهُ وزكَّاهُ قَدْ كانَ يَرْجـو فيهِ قُرَّتَهُ=بعْدَ اغتِرابٍ كانَ أضْـناهُ ناشَــتْهُ أيْدي البَغيِ، ما تَرَكـتْ=سَلْوى يَراها مِنْ بقاياهُ! وبَلاهُ في وَلَدٍ إذا لَمَحَتْــ=ـــهُ الغادةُ الحَسْـناءُ تَهْواهُ الأُسْدُ في غاباتِها عَقِمَتْ=عَنْ مِثْلِهِ شِبْلاً تَمنَّاهُ ناداهُ صوتُ الحقِّ فانتَفَضَتْ=لِلصَّوْتِ هِمَّتُهُ فَلبَّاهُ لَمَّا إليهِ نَمَتْ شهادتُهُ=حَمِدَ الإلهَ على هَداياهُ * * *=* * * ياداءُ هَلْ ضَـيَّعْتَهُ عُمُرًا=وأسِفْتَ أنَّـكَ لَسْتَ تَلْقاهُ؟ أتُرى سَوادُ الشّابِّ غَيَّبَهُ=واليومَ نُورُ الشَّيْبِ أبْداهُ؟ أمْ جِئتَهُ بِثوابِ آخِرةٍ=فالأجْرُ عِندَ اللهِ مَبْغاهُ يا داءَهُ هَيْهاتَ تَهزِمُهُ=فالصَّبْرُ أنجَبَهُ ورَبَّاهُ إنْ أنتَ إلاّ مِنْ رَعِيَّتِهِ=يَرعاكَ، حتَّى يَأذَنَ اللهُ