الحزم في عاصفة الحزم
خطوة سديدة
زهير سالم*
على طريق تحقيق الذات وإسقاط ذرائع التطرف والمتطرفين
التحية والتجلة هي أحق ما يطالع به أصحاب مبادرة (عاصفة الحزم ) ، والقائمين عليها ، والمشاركين فيها . تحقيقا لقوله تعالى ( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ) .
وأولى ما نتطلع إليه أن تكون هذه المبادرة مبادرة عربية إسلامية خالصة ؛ تؤكد استقلالية القرار العربي ، وكفاءة الجهد ، وتُطمئن أن في الأمة بقية ، وإن انقلب عليها المناورون والمراوغون وتجار المصالح الذين لا عهد لهم ، ولا أمان يرتجى عندهم . ليكون الموقف واضحا جليا : شركاء ولسنا أتباعا . قادرون على الاستقلال بقرارنا ، وحماية وجودنا ؛ ولا نحتاج في ذلك إلى أذن من أحد ..
وخير ما نأمل ألا يغيب من اخيار أمتنا ،عن مشهد الرشد والحزم ، أحد ، وأن يجمع قادة هذه الأمة وشعوبها ، حلفٌ للطيبين المطبيين ، الذين يتناجون بالبر والتقوى ، ولا يريدون بأحد إثما أو عدوانا ؛ فقد غر بعض السفهاء طول الحلم ، وكثرة الأناة ؛ حتى ما عادوا يعرفون غرورا وبطرا أي مركب صعب يركبون ؟! وأي استهتار بكرامة هذه الأمة يستهترون ..؟!
وأجمل ما يؤول إليه الأمر أن يقر في اليمن ميثاق للبر والقسط ، لا يضار فيه يمني ولا يظلم ، في حق من حقوقه الفردية والجماعية . وأن تسد الطريق في وجه مسارب الغزو بكل أشكاله المادية والفكرية ؛ وأخطر ما فيها التضليل المذهبي وذوائبه وذوانبه حتى يحفظ على اليمن أمنه واستقراره ...
إن التقويم العملي ( لعاصفة الحزم ) ، والأمور بخواتمها ، أنها الجديرة ، كطريقة في التعاطي ، على أن تحفظ على الأمة وجودها ، وهيبتها ، وأن تعيد إلى أجيال من شبابها الثقة بأنفسهم وبأمتهم . وكل هذا مما يعتبر على الحقيقة الحرب العملية على ( التطرف ) ببواعثه وذرائعه ومغذياته ، ويعيد لمنهج الرشد والحكمة والحزم معا دوره ومكانته .
لقد أدى غياب الحزم ردحا طويلا عن ساحة الأمة إلى استنسار ( البغاث ) على أرضنا ، وأن يطمع في الأمة من لا يدفع عن نفسه ، وحتى أصبح خدها موطئا لكل لاطم ، وجنبها مرتعا لكل لامز مما دفع الكثير من شبابها في طريق التمرد والغضب والرفض والتطرف ...
وليكن اليمن ( بعاصفة الحزم ) ، أول قَطر الحزم العربي ، ثم لينهمر هذا الحزم في العراق و الشام ، العراق المقسم ، وإلى سورية المهشمة ، ولبنان الميتم بلا رئيس ، وإلى فلسطين حيث الاحتلال والاستيطان والعدوان بلا حدود في الزمان أو في المكان ...
ستكون (عاصفة الحزم ) أو ( الحزم العربي ) المدخل الجاد لانتصارأمة العرب ، والنظام العربي في معركة الدفاع عن الوجود ، وتحقيق الذات ، وتفسير أحلام الطامعين المعتدين ، بأن كل ما تراءى لهم كان مجرد أضغاث أحلام ..
( عاصفة الحزم العربي ) إذا توقفت ريحها ورياحها عند اليمن ، فستعني عند من يسيء القراءة و التفسير ، أن الشام حلال عليهم وكذلك العراق . إن الإقامة بدار الحزم لها مقدماتها وتداعياتها وعلى المقيمين فيها الاستعداد الدائم لاستحقاقاتها . وما غُزي قوم في عُقر دارهم قط إلا ذلوا ( سيدنا عليّ ) ...
كل أحرار الأمة وكل أخيارها يقفون بحزم وراء عاصفة الحزم . وهم مستعدون للمشاركة بالدفع في كل مرحلة باستحقاقاتها ...
باسم الله ، وعلى بركة الله ، وإرغاما لمن حادّ الله ؛ تقف الأمة بكل عزمها وحزمها وقوتها مساندة ومؤيدة وداعمة لكل من بادر إلى الحزم أو تحزّم به ..
اللهم فتحا مبينا ، ونصرا عزيزا ، وإرغاما لمن حاد الله ورسوله ، وشاقّ صالح المؤمنين
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية