السنة الخامسة للثورة والشروط الستة
محمد زهير الخطيب/ كندا
مع دخول العام الخامس، المشهد العام للثورة السورية حزين كئيب، عشرات الآلاف من المعتقلين، مئات الآلاف من الشهداء، ملايين المهجرين والمشردين...، أصدقاء سورية ينتظرون فرنسا، وفرنسا تنتظر أمريكا، وأمريكا لا تخرج عن رغبات إسرائيل، وإسرائيل تفضل ان يبقى الصراع في سورية حتى تقوم الساعة!!! بل والأفضل ان تتورط فيه كل من ايران وتركيا وأن تنشغل السعودية باليمن وتنشغل قطر بالامارات وتنشغل حماس بفتح وينشغل السيسي بالاخوان، وينشغل حزب الله بالجيش الحر... فيعم الظلام حولها لترى هي النور، فقد قررت ربط نورها بظلام الآخرين!!! ولا شك ان هذا وهم كبير... فالظلم والشر لا يأتي إلا بالارهاب والخراب...
المتغيير في أمريكا التصريحات والانذارات، والثابت هو عدم الجدية في التدخل الذي يبنى عليه حل. وسياسيو المعارضة بين مهاجم للغرب يائس منه وبين ملاطف له يأمل منه الكثير...
مواقف الأمريكان متخبطة ونظرية، ولكن موقفهم الأكثر واقعية هو أنهم يريدون نظريا تغيير الاسد ولكنهم لايريدون التدخل العسكري واجباره على ذلك...
ملامح الموقف الاخير لأمريكا يمكن استشفافه من مقال طويل للسفير السابق روبرت فورد نشر في (فورين بوليسي) ذكر في آخره ستة شروط على المعارضة السورية. أن تطبقها...
يقول فورد:
(... وفي مقابل تعزيز المساعدات الأمريكية إلى المعارضة السورية بشكل كبير، يجب أن توافق أكبر شخصيات المعارضة السورية على هذه الشروط الستة:
1 أن تطيع الجماعات المسلحة التي سوف تتلقى مساعدات من القيادة المركزية المنشأة حديثًا أوامر هذه القيادة فقط.
2 أن توقف المعارضة المسلحة الأعمال الوحشية ضد المجتمعات المدنية التي دعمت نظام الأسد، وأن قيادة المعارضة المسلحة سوف تتحمل المسؤولية عن أعمال الجماعات المكونة لها.
3 أن تقطع المعارضة المسلحة كل العلاقات مع جبهة النصرة.
4 أن تكرر قيادة المعارضة المسلحة باستمرار أنها لا تسعى لتدمير المسيحية والعلوية، أو أي من الأقليات الأخرى، وأنها مستعدة للتفاوض بشأن ترتيبات الأمن المحلية، بما في ذلك مع عناصر الجيش العربي السوري، لحماية جميع السوريين.
5 أن يتم التفاوض على اتفاق سياسي وطني لإنهاء الصراع دون رحيل الأسد كشرط مسبق.
6 أن يكون أي ائتلاف سياسي يدعي أنه يقود المعارضة تمثيلًا حقيقيًا للأقليات ورجال الأعمال الكبار في سوريا، وهي المجتمعات التي تدعم حكومة الأسد عمومًا، وألا يعتمد هذا الائتلاف بشكل أساسي على المغتربين منذ فترة طويلة.
إن من شأن تنفيذ هذه الخطوات أن يساعد في خلق قوة ثائرة معتدلة وقادرة على مواجهة الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، وتمهيد الطريق لمفاوضات سياسية وطنية حقيقية. وبعد عامين من الخبرة، علينا أن ندرك أن الإجراءات المحدودة لا تكفي لمواجهة التهديدات الرئيسة المنبثقة عن سوريا، وأن شركاءنا الأجانب يريدون رؤية الولايات المتحدة وهي تقود في تجاه احتواء المتطرفين، وإطلاق مفاوضات ناجحة لتشكيل حكومة وحدة وطنية سورية، وهو الإصلاح المستدام الوحيد للقضاء على تهديد المتشددين). انتهى كلام فورد...
يذكرنا كلام فورد اليوم بكلامه أيام مؤتمر جنيف 2 حيث أمّل المعارضة السورية بالكثير، ولكنه عند الجد لم تستثمر أمريكا المؤتمر وخذلت المعارضة السورية... واليوم يعيد التاريخ نفسه، لو التزمت المعارضة بشروط فورد الستة كما التزمت بجنيف 2 فستصل الى نفس النتيجة ما لم يكن واضحا وجود ضمانات وخطوات تؤدي إلى إجبار قوات أسد على وقف القتل والكيماوي والبراميل... يجب فرض منطقة حظر جوي في المناطق المحررة، ويجب وضع خطة موحدة لقوى الثورة لدحر كل أشكال الإرهاب الأسدي والداعشي والحالشي والإيراني... ويجب تشجيع المعارضة والحكومة المؤقتة في دول الجوار السوري على الانتقال إلى الداخل السوري وإدارة الحياة والإعمار فيها، واعتراف اصدقاء سورية بهذا الواقع الجديد ودعمه، ومساعدة باقي المناطق المحتلة من قوات أسد على التحرر أو الدخول بمفاوضات حقيقية تؤدي الى الحفاظ على وحدة سورية حرة ديمقراطية لكل ابنائها دون إقصاء أو تهميش...
الوضع الجديد الآمن في المناطق المحررة سيكون مرحلة مهمة في تشجيع قوى كثيرة تريد ان تخرج من سيطرة أسد إلى أرض آمنة والى حل عادل يحمي المدنيين وينشر الامن والديمقراطية، فهناك الكثير من المخلصين في مناطق قوات أسد ينتظرون الفرصة للانشقاق ليس ليتحولوا الى لاجئين بل ليساهموا بالخلاص من الاستبداد والفساد والوصول إلى سورية موحدة تنعم بالحرية والديمقراطية والاعمار...
هل تستطيع أمريكا تقديم تعهدات جادة للمعارضة السورية اذا وافقت المعارضة على شروط فورد الستة، التاريخ يخبرنا أن المجرب لا يجرب للاسف...