كيف تصاغ بيانات القمم والمؤتمرات عندما تكون الاختلافات عميقة؟؟؟

زهير سالم*

بيانات بلا طعم ولا لون .. ولكن الريح خبيث

في كثير من الأحيان، يكون عقد أي مؤتمر، أو المشاركة فيه؛ استحقاقا لا يملك السياسي حجة للغياب عنه، أو لعله لا يريد أن يتحمل أمام الرأي العام المسئولية عن تعطيله. فيحضر هو، ويحضر أشد مخالفيه ضراوة، ويجلسون معا،  ويشربون ما تعودوا شربه معا، ثم يعلنون الاتفاق على كلام بلا معنى، كلام عام لا زبد ولا إتاء، قبضه قبض ريح وحصاده حصاد هشيم، ومخرجاته مثل مخرجات بيانات القمم العربية. كلام كتب قبل أن يحضروا، ونشر بعد أن انصرفوا.. وكان الأمر بعد، كما كان قبل، وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون..

 

*******************************************

التأكيد على وحدة الدولة وصيانة حدودها... أمر مهم ولكن...

التأكيد على وحدة الدولةـ وصيانة حدودها في أي بيان سياسي أمر مهم وضروري وجميل، ولاسيما إذا كانت الحدود مهددة، والوحدة منفرطة... ولكن التأكيد على حماية إنسانية الإنسان في كنف سلطة هذه الدولة أمر أكثر أهمية؛ وحماية إنسانية الإنسان من سلطة "الدولة" المسروقة، من قبل عصابة، هو أولوية الأولويات، وتجاهل هذه الأولوية، يجعل أمر الحديث عن الحدود البرية أو البحرية أو الجوية سخافة وبلادة وارتداد عن يفاع الإنسانية إلى أسفل سافلين...

حماية إنسانية الإنسان في سورية من تغول الأسد وغيلانه أولا ..وكل قول قبل هذا تضييع ونفريط...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية