بيان حول دعوة "مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا" للنفير العام!

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان حول دعوة "مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا"

للنفير العام!

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الصادق الوعد الأمين، وإمام المجاهدين، ولا عُدوانَ إلّا على الظالمين، وبعد:

فإنَّ الله سبحانه وتعالى خصَّ أهل العلم بالمكانة العالية في أقوامهم، وأوجب على الناس الرجوع إلى أقوالهم، والصدورَ عن فتاواهُم، لمِاَ اختصَّهم به من العلم بكتابه، وسُنّةِ نبيّه صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانَه: {فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [سورة النحل: 43]  

لكنّ طائفةً منهُم، انسلخوا مِنَ الحق وأخلدوا إلى الأرض، واتبعوا أهواءهم، فأصبحوا {كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} ،ولم يستفيدوا من علمهم فكانوا {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}. وقد حذَّر النبيًّ rمن الفتنة بهم بقوله: (إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى هَذهِ الْأُمَّةِ كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ). رواه أحمد بسندٍ صحيح

 وقد ابتُلِيَت سورية منذ عقودٍ من الزمن بثُلةٍ من هؤلاء، باعوا دينَهم بعَرَضٍ من الدنيا قليل، فأعطَوا الشرعيَّة للنظام الطائفيّ الكافر، وسوَّغوا له سَفكَهُ للدماء ونهبَهُ للأموال، وكانوا شركاءه في الجريمة الطائفية في البلاد، والتي تمثَّلت بقمع صوت أهل العلم والحق، وإطلاق يد شذَّاذ الآفاق، الذين عاثوا فسادًا وعبثًا بعقيدة الشعب ودينه باسم محبة آلِ البيت، وآلُ البيت منهُم بَرَاء.

ومنذ أنِ انطلقت ثورتنا المباركة وقفت المؤسسة الدينية الرسمية ـ المفروضة على الشعب دون أحقيةٍ علميةٍ أو تاريخية ـ في صفّ النظام المجرم، ومارست أشدَّ حالات الكذب والنفاق، إلى حدِّ وصفِهِ بآخر معاقل الإسلام والمقاومة! وتعامت عن كل جرائمه، وعن التدخلات الطائفية الخارجية، وتخاذلت عن نصرة المستضعفين والمظلومين.

واستطاع الشعبُ اليوم، بجهاده وثقته بربه وتوكله عليه أن يزلزل عرش النظام المجرم، وأن يُلحِقَ به الخسائر المتتالية، ومرَّغ بالتراب أنوفَ الطائفيين المعتدين، وحين بدأت ملامح النصر تلوح في الأفق، وهذا مُؤذِنٌ ـ بحول الله وقوته ـ بانهيار المشروع الصفوي في المنطقة؛ إذا بهذه المؤسسة الدينية المأجورة تخرج على الملأ بإعلان الجهاد في سبيل الله! والنفير العام تحت راية نظامٍ طائفيٍ، لم يدع حرمةً من حرمات الدين إلا انتهكها، ولا سبيلاً من سبُل الخير إلا منعه وصدّ عنه!..

بل زادت هذه الطغمة المأجورة بأن استَعْدَتْ على الشعب أعداءَ الدين والوطن من طائفيي إيران وحزب الله والعراق؛ قياماً بفريضة الدفاع عن الدين، كما زعموا!

إنَّ المؤسسة الدينية الرسمية بإعلانها ذلك قد أضفت الشرعية على التدخلات الخارجية لمحاولة إنقاذ النظام من انهياره الوشيك ـ بإذن الله تعالى ـ ، وهي بذلك تقف على قدم المساواة مع النظام في جرائمه، وفي المسؤولية الجنائية عنها، وما يترَّتب عليها من ملاحقات ومحاكمات.

وإنَّ شعار (إسقاط النظام بكل رموزه وأركانه) الذي رفعه الشعب عاليًا، ينبغي أن يشمل أوَّلَ ما يشمل، هذه المؤسسة الدينية، فيُطهرَّها من هذه الطغمة الضالة المنتفعة؛ حتى يعود إلى قيادتها أهل العلم الصادقون العاملون.

وإننا إذ نبرأ إلى الله تعالى مما صنع علماء السوء هؤلاء، ونحذِّر من عواقب إعلانهم ومآلاته المتمثلة في إضفاء الشرعية على إجراءات داخلية إجرامية، أو تدخلات خارجية طائفية؛ لنتلمس في ذلك بشارة من بشارات النصر القريب ـ بإذن الله تعالى؛ فهو دلالة على إفلاس النظام وتخبُّطه، إذ لم يعد في جعبته إلا استخدام الفتاوى في تسويغ إجرامه.

إننا نُذكِّرُ أهلنا في سورية الحبيبة بأن يقفوا صفّاً واحداً لِصَدِّ هذه الهجمة الشرسة من قِبَلِ الصفويين المجوس وأذنابهم، تنفيذاً لحقدهم الطائفي التاريخي الأسود، ونذكِّرهم بأن الإجماع قد انعقد بين علماء المسلمين بأن الجهاد في مثل حالتنا واجبٌ، كلّ بما يستطيعه من نفسٍ أو مال أو موقف، أو غير ذلك مما يراه أنجعَ في نكاية العدو، وخَضْدِ شوكته، وتنكيس رايته.

ونبشِّر المسلمين في أنحاء المعمورة بأن الثورة السورية تقف اليوم على ثغر من ثغور الأمة الإسلامية، ولن تُؤتَى الأمة من قِبَلها بحول الله وقوته، فليقفوا معها وقفة الجسد الواحد، تحقيقاً لقول الله تعالى: }إِنَّ هَذهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}[الأنبياء: 92]، وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له سائر الجسد بالحُمّى والسَّهَر).

{وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون}  [سورة يوسف: 21]

الأربعاء  1 جمادى الأولى  1434هـ

الموافق    13   /   3   /   2013 م

صدر البيان عن كل من الروابط والهيئات التالية:

               

فتوى الجهاد تحت راية النظام الأسديِّ

ضلالٌ وإضلالٌ

الحمد لله القائل: ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ )) الأعراف175

والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: (( إنَّ أخوفَ ما أخافُ على أمَّتي كلَّ منافقٍ عليمِ اللسانِ )) حديث رواه الدار قطني

وبعد فإنه من أعظم الفرية على الله عزوجل وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى دين الله تعالى أن يخرج علينا أمثال الدكتور البوطي ومفتي النظام أحمد حسون بفتوى النفير العام للجهاد تحت راية الكفر والإجرام نظام بشار الأسد النصيري الكافر كفراً بواحاً عندنا فيه من الله دليل و برهان، ولا أدلَّ على كفره من إجبار الناس على تأليه بشار والسجود لصوره، واستحلال قتل الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال  وقصف المساجد، وتمزيق المصاحف والعبث بها من قِبَل قواته المجرمة. 

وبعد الفتوى بوجوب الجهاد والنفير العام  تحت راية الظالمين فإننا في الهيئة العامة  للعلماء المسلمين في سوريا  نعلن ما يأتي:

1-  إن المدعو أحمد حسون لا يمثل الإفتاء الشرعي في سورية، بل هو رجل منافق عليم اللسان، وقد حاز هذا المنصب بنفاقه وتزلفه وتنازله عن دينه للظلمة.

2-  إن الدعوة التي وجهها المدعو أحمد حسون وغيره بالجهاد والنفير العام تحت راية المجرم بشار الأسد هي باطلة جملة وتفصيلاً ، لما تحتوي عليه من تحريف للنصوص عن مقاصدها واستدلال بها في غير موضعها، فالجهاد لا يكون بقتل الأبرياء والمدنيين العزل تحت راية أهل الكفر والظلم والطغيان، وإنما شُرع الجهاد لدفع الظلم وإعلاء كلمة الحق التي يسعى الشعب السوري للحصول عليها.

3-  إن كلَّ من يقف مع المجرم بشار في عدوانه على الشعب السوري سواءً بالسلاح أو الكلمة أو المال ، ليعد شريكاً معه يحاسب على فعله ويساق به إلى القضاء.

4-  نؤكد على دعوة الهيئات الشرعية والمؤسسات الدينية في العالم الإسلامي وفي مقدمتها الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين و الأزهر الشريف ورابطة العالم الإسلامي إلى التبرؤ من فتوى الحسون واعتبارها باطلة لاغية ونزع الصفة الدينية عنه.

5-  نؤكد على بياننا الصادر بتاريخ: 14/ ربيع الأول 1433هـ،  6/ فبراير 2012م  بوجوب الجهاد والنفير العام نصرة للمستضعفين والمظلومين من أهلنا باعتبار أن هذا الجهاد من أعظم القربات إلى الله تعالى، قال تعالى: (( وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا)) النساء75  

6-  نؤكد على تحريم الالتحاق بالجيش الأسدي السوري ووجوب الانشقاق عنه والانضمام إلى صفوف المجاهدين في سبيل الله تعالى، كما نؤكد على ضرورة عودة الضباط والجنود المنشقين إلى أرض المعركة، قال تعالى: (( الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ * إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)) النساء 76

7-  ندعو كافة الدول العربية و الإسلامية إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري الصامد وإمداده بما يحتاجه من مال وسلاح، وعدم الاكتفاء بالتنديد والشجب والتباكي، فالثورة السورة ثورة الأمة كلها، ونصرها نصرٌ للأمة الإسلامية جمعاء.

الرحمة لشهدائنا والشفاء لجرحانا والحرية لمعتقلينا والنصر بإذن الله لثورتنا والخزي والعار لأعدائنا.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

ألا هل بلَّغنا اللهمَّ فاشهد، ألا هل بلَّغنا اللهمَّ فاشهد، ألا هل بلَّغنا اللهمَّ فاشهد.

صدر عن الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سوريا

الأربعاء:   1/ جمادى الأولى /1434هـ -  / 13/3/2013م

الأمين العام :  د.محمد مصطفى عبد الرزاق

رئيس الهيئة:  الشيخ أحمد محمد نجيب