إلى جماهير ثورتنا الأباة

زهير سالم*

فتبينوا ...

زهير سالم*

[email protected]

على الرغم مما شُهر به الإعلام الغربي من مصداقية ظاهرية استقرت ، بفعل عوامل حضارية وسياسية ودعائية ، في أذهان الكثير من أبناء الشعوب فإن الحقيقة التي يدركه المبصرون أن الإعلام في الغرب ما هو إلا صناعة رأسمالية ينخرها كل ما ينخر القيم والمؤسسات الرأسمالية من شر وفساد .

تعيش بريطانيا ( العظمى ) اليوم فضيحة كبرى حيث تتهاوى امبراطورية إعلام ( مردوخ ) الكبرى التي بلغ من وقاحتها أن تتجسس على المواطن البريطاني والمؤسسات البريطانية في أخص حالاتها .

وفي إطار حرب الزمرة القمعية الحاكمة في دمشق على قيم العدل والحرية والديمقراطية تابع الرأي العام العالمي التقارير التي تتحدث عن وجود سماسرة وسمسارات لبشار الأسد يستأجرون له كل رخيص من رجال السياسة والإعلام ومؤسسات الدعاية والإعلان ومن الصحف والصحفيين والكتاب الهواة والمحترفين . ولن نبعد كثيرا حين نذكر القارئ أن مجلة فرنسية بخمسة آلاف دولار فقط قبلت أن تكتب عن زوجة بشار الأسد مقالا ضافيا تطلق عليها فيه ( وردة في صحراء ) المقال الذي أصبح فضيحة على رؤوس الذين كتبوه وسوقوه.

حقائق واقعة تدفعنا اليوم كمواطنين سوريين ونحن نتابع انخراط مجموعة من وكالات الأنباء ومن الصحف والصحفيين الغربيين في حملة بشار الأسد القذرة ضد قيم الحق والعدل وحقوق الإنسان في سورية إلى موقف رشيد في التعامل مع الخبر الإعلامي بمنهجية رشيدة تعيننا دائما على تبين الحق من الباطل ..

ويركز جناة الشر هؤلاء والحاطبون في حبالهم جهودهم على محاور عديدة من أهمها :

التشكيك في المعارضة السورية في نياتها وأهدافها ووسائلها وإشاعة السوء عنها والعمل على تفكيكها وشرذمتها والعمل على إضعاف القوى ذات المصداقية الوطنية من مؤسساتها ..

العزف المستمر – شأن النظام القمعي – على محور الدفاع عن الأقليات والحديث الدائم عن هواجسها وكأن هذه الأقليات حالة طارئة على التاريخ الاجتماعي والسياسي والديني في سورية وكأن المجتمع السوري لم يشكل على مدى التاريخ وحدة واحدة متلاحمة . ..

النفخ الدائم في الحطب الرطب للحديث عن التطرف والإرهاب ، وعن تسلل تنظيم القاعدة إلى سورية – حسب رغبة بشار – والحديث عن تونسيين وليبيين وشيشان وغروزنيين – حسب رغبة روسية – متسللين إلى سورية ويقاتلون مع السوريين ..

والتأكيد ما وسعهم الجهد على المساواة بين الضحية والجلاد وترداد الحديث عن انتهاكات حقوقية وجرائم حرب ترتكبها المعارضة والقوى الثورية ، علما أن هذه المعارضة لا تمتلك طائرات تقصف بها المدن وتهدم البيوت ، ولا تملك مدافع ولا دبابات . ويشترك في العزف على هذا الوتر سياسيون ودبلوماسيون وحقوقيون وإعلاميون . وعندما يعجزون عن نسبة شيء إلى المعارضة يراوغون في نسبة الجريمة بشكل صريح إلى عصابات بشار ويستخدمون صيغ التمريض والاحتمال والبناء للمجهول ؛ هكذا كتبت مجموعة الجنرال مود تقريرها الأول عن مجزرة الحولة .

إن التقرير الزائف الذي كتبه صحفي بريطاني عن مجزرة داريا ، يعتبر شاهدا حيا على تورط الإعلام الغربي برجاله ومؤسساته في مشروع الدفاع عن جريمة الأسد وتأكيد  الاتهام بلا رادع ولا خلق ولا حياء للشعب الذي يناضل من أجل حريته وكرامته .تقرير  يستحق عليه صاحبه ملاحقة قضائية تدينه بالتزوير والتزييف .

وربما لن يكون آخر ما يطالعنا به الإعلام الغربي ما نشرته التايمز البريطانية عن سفينة ليبية محملة بثمانين طنا من الأسلحة وصواريخ سام سبعة تصل إلى الثوار السوريين ويتسلمها الإخوان المسلمون بالذات ، وينفردون بها دون بقية القوى الثوار والمناضلين ..

إن إرادة الفتنة لمصلحة فريق الإجرام واضحة من وراء هذا الخبر ، والهدف منه التحريض على المعارضة السورية . وإشاعة الخلاف بين أبنائها . ورمي بعضهم ببعض ، فلا شك كل مقاتل على الأرض يتساءل عن نصيبه من هذه الشحنة الضخمة ( 80 طنا من الأسلحة والصواريخ ) وما لم تقله التايمز البريطانية قاله العملاء الأصغر من الصحف الصفراء والمواقع الالكترونية العرجاء في عالمنا العربي ..

لعل من المناسب أن يكون لدى المعارضة السورية بهيئاتها جهاز لتتبع  المصداقية الإعلامية يقاضي كل الذين يفترون على شعبنا الجريح الكذب ..

أما أنتم يا جماهير ثورتنا الأبية فاستحضروا دائما قانونا الرباني الخالد (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ))

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية