حجم الكراهية في قلوبهم

زهير سالم*

رياض حجاب:

أهلا بك وبصحبك بين إخوانكم

إبراهيم درويش*

أمس وأمس الأول تضاربت الأنباء حول وضع رئيس وزراء سورية رياض حجاب، الذي اختار الانحياز إلى صف شعبه في مواجهة عصابات الأسد وشبيحته وحلفائه من الفرس الصفويين والروس المستعمرين، لذلك آثرنا التريّث في الحديث عن هذا الموضوع الذي شغل الدنيا ريثما تنجلي الأمور، والحمد لله انجلت اليوم.

لقد وصلتنا الأنباء المؤكدة قبل فجر اليوم أن السيد حجاب ومعه نحو خمسة وثلاثين فرداً، بينهم وزراء وضباط كبار، قد وصلوا بحفظ الله وتوفيقه وبهمة الأبطال من جيش الشعب السوري، الجيش السوري الحر، قد وصلوا إلى الأردن الشقيق سالمين.

ولذلك نستطيع القول الآن: السيد رياض حجاب: أهلا بك وبصحبك من الوزراء والضباط والسفراء والقناصل والجنود والموظفين، الذين ما هان عليهم أن يروا هذا القتل الفظيع، وهذا الدمار الهائل لسورية شعباً ومدناً وإمكانات وبنى تحتية، على يد العصابات الأسدية المجرمة وشبيحته وحلفائه،  ثم يلوذوا بالصمت المخجل شأن الشياطين الخرس، أو أن يكونوا شهود زور على أكبر عملية تشويه للحقائق لثورة شعب هي أنصع ثورات العالم أجمع أهدافاً ووسائل، وأعظم شعوب الأرض إصراراً وشجاعة وإقداماً وبذلاً وتضحية وصبراً وتكاتفاً وإيثاراً.

الآن نستطيع القول: حمداً لله على سلامتكم يا رئيس الوزراء الأشجع وأنتم الذين تحدّيتم وسائل البطش والتنكيل والانتقام الأسدية، التي فاقت في دمويتها أساليب كل الطغاة المجرمين عبر التاريخ، وأعلنتم رفضكم للسياسة الهمجية الطائفية الظالمة، واخترتم الجانب الناصع من التاريخ، وأبيتم إلا أن ترفعوا الغطاء عن أقذر عصابة وأكثرها وحشية عرفتها الشعوب بل الجنس البشري طوال تاريخه.

الآن نستطيع أن نقول لكم يا رياض حجاب: الحمد لله الذي نجّاكم من القوم الظالمين، وجمعكم بالشرفاء من أبناء شعبكم، الذين سبقوكم إلى طريق المجد والحرية والكرامة، لعلمكم أن مَن قفز من سفينة هذه العصابة الماضية إلى مصيرها المحتوم قبل غرقها لا يستوي مع من قفز منها بعد غرقها، مهما تعلل وتذرع وسوّغ، أو لبّس عليه إبليس.

الآن نستطيع أن نؤكد أن النظام الأسدي الباغي بدأ سقوطه السريع المريع، وبدأ بشار بن أنيسة يفقد سيطرته على البلد وبسرعة تفوق نبضات قلبه المتسارعة لحظة بعد أخرى، وبدأت قبضته تتراخى بسرعة إيذاناً بالموت قتلاً أو سحلاً أو شنقاً أو كلها معاً في القريب العاجل، وأصبحت أيامه معدودة مهما حقنوه من منشطات من جميع منافذ جسمه.

والآن نستطيع أن نزف بشرى قرب بزوغ فجر جديد على سورية والمنطقة أجمع، فجر طالما انتظرناه طويلاً، وقد انصبغ بدماء عشرات الآلاف من الأعزاء الأكرمين، وأضعافهم من الشهداء الأحياء، وقد سبقتهم أعضاء عزيزة لهم إلى الجنة، إنه ثمن الحرية والكرامة والمستقبل المشرق الجميل للباقين وأولادهم وذراريهم إن شاء الله تعالى، وعسى أن يكون عيدنا القادم عيدين، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

* مسؤول المكتب الإعلامي في جبهة العمل الوطني لكرد سورية، عضو المجلس الوطني السوري.

                       

حجم الكراهية في قلوبهم

أخطر من أسلحة الدمار الشامل في أيديهم!!

زهير سالم*

[email protected]

أعربت جهات دولية عديدة عن قلقها من وجود أسلحة كيماوية وبيولوجية بيد مجنون ويائس كما يقولون . وتصاعد التعبير عن القلق أكثر عندما قام الناطق باسم خارجية وليد المعلم بتوجيه تهديد مباشر باستخدام هذه الأسلحة ، وتقديم سيناريو تبريري مسبق للطريقة التي تفكر زمرة الأسد بها لإخراج هذا الاستخدام . ( مجموعة من الإرهابيين تستولي على بعض العبوات الخطيرة وتستخدمها ضد الأبرياء . وستكون الزمرة المتسلطة على رأس المنددين والمستنكرين ) . ومع أن المجتمع الدولي لم يتعامل مع هذه التهديدات بما تستحق من المصداقية والجدية ؛ إلا أننا نعتقد أن هذه الأسلحة بكل آثارها التدميرية ليست هي الأخطر على الشعب السوري والمنطقة في سياق حرب الإبادة التي تشنها على السوريين وتتوعد بها كل من قد يفكر في مساعدتهم . بل نؤكد أن حجم الحقد والكراهية والنقمة اللذين يعمران قلب بشار الأسد وزمرته الناقمة هو الأشد خطورة على سورية والسوريين والناس أجمعين . الحقد الأعمى والكراهية السوداء في قلب يشار الأسد على حاضر سورية ومستقبل أجيالها هو الأخطر من كل سلاح تدميري رهيب وفتاك ..

هذا الحقد الذي يعبر عن نفسه باستهداف الأطفال السوريين قنصا بالرصاص ، وذبحا بالسكاكين بالطريقة التي تابعها ويتابعها العالم أجمع مع كل نشرة أخبار في الصباح والمساء .

نزيز الكراهية في قلب بشار الأسد هو الذي يجعله يعطي الأوامر ( لجيشه المظفر ) لتتبع الأسر السورية التي تحاول أن تنجو بنفسها طلبا للجوء في دول الجوار فيستهدف النساء والأطفال رصاصا لم يستخدمه قط في الدفاع عن الوطن . عشرات الأطفال والنساء سقطوا برصاص الحاقدين على المعابر الحدودية مع لبنان ومع الأردن . كان آخرَهم بالأمس الطفلُ بلال ذو الأربع سنوات . مقتل بلال ذي الأربع سنوات أذن في العالم بالأمس أن لعنة الله على الحاقدين .

الحقد وحده والكراهية وحدها هي التي تفسر تلك ذلك الإصرار المقيت على محاصرة أكثر من ثماني مائة أسرة كرهائن في حمص ، وتعجز كل المنظمات الإنسانية خلال بضعة أشهر من الجدل العقيم عن الوصول إلى صيغة لإنقاذهم أو إخراجهم من بؤرة القتل والذبح التي يدير رحاها الحاقدون ..

مخزون الكراهية في قلب بشار الأسد وأبيه هو وحده الذي يفسر تاريخا من الاضطهاد والظلم غمر بظلماته الحياة السورية وفاض حتى على رقاق الدرب الأقربين . أي طبيب نفسي يمكنه أن يفسر بغير الحقد الأسود ما نال صلاح جديد !! أو نور الدين الأتاسي أو العشرات من أعضاء القيادتين القومية والقطرية ، ولن نطلب تفسيرا لما وقع على عامة المعارضين أو خاصتهم من جماعة الإخوان المسلمين . لن نطلب تفسيرا للإصرار على النكاية التي مازال الحاقد يتمسك بها ضد أمهات وزوجات أكثر من عشرين ألف مفقود منهم الأردني واللبناني والفلسطيني ، ووراء كل مفقود قلوب ملوعة تسأل أين ؟! فقط تريد أن تعرف أين ؟!

مخزون الكراهية في قلوب الزمرة السوداء وحده هو الذي يهدد مستقبل سورية ومستقبل أبنائها ومستقبل المنطقة والعالم . الكراهية وحدها هي الأكثر خطرا من كل أسلحة الدمار الشامل التي يعلن المجتمع الإنساني تخوفه منها .

ولو اختلج في قلب بشار الأسد شعور إنساني واحد لكان جديرا به أن يتقدم بالشكر لكل الدول التي تأوي مواطنيه الخائفين ، لو كان يملك خيطا واهيا يربطه بالإنسانية لأرسل إلى هذه الدول يستوصي باللاجئين الطالبين للأمن من مواطنيه خيرا ، بل ولتكفل بدفع فواتير الإيواء لدول قد تتعلل بأنها لا تملكها .

لو عرف قلب بشار الأسد ومشايعيه الحب والرحمة التي تعمر قلب ذئبة تحنو على جرائها لطلب من أولئك المشايعين في لبنان أو في العراق أن يمدوا بساط الأهل لنساء وأطفال أخرجهم من ديارهم أزيز رصاصه وقذائف مدافعه .

الكراهية وحدها هي التي نخاف ، والكراهية هي التي نرفض ، والكراهية هي التي نحذر عدواها .

أيها السوريون جميعا استعصموا بالحب والود والإخاء لنعمر جميعا غدا ينسينا ما لقينا من هؤلاء الجربى على مدى أربعين عام.

                       

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية