دعوة علماء الشريعة في الأردن إلى النفير العام
مشكورة مبرورة
دعوة علماء الشريعة في الأردن إلى النفير العام
زهير سالم*
ردا على المجزرة البشعة وتعبيرا عن اليأس من المجتمع الدولي...
ولأن الرب واحد والدين واحد والدم واحد والعشيرة واحدة والأرض المباركة واحدة ؛ بادر مجلس علماء الشريعة في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن في خطوة متقدمة إلى إعلان النفير العام لكل لأبناء الأمة المسلمة في كل مكان لنصرة إخوانهم في سورية بكل الصور الممكنة . وأهاب مجلس علماء الشريعة في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بجميع العلماء والدعاة في العالم الإسلامي لينهضوا بمسئولياتهم حول ما يجري للشعب السوري الأعزل . وأن يستنهضوا الأمة للقيام بواجباتها تجاه في إخوانهم في سورية ...
إن المبادرة المقدرة والمشكورة التي تقدم بها مجلس علماء الإخوان المسلمين في الأردن والتي جاءت في إطار الاستنكار والإدانة لمجزرة التريمسة التي - حسب بيان مجلس العلماء – يندى لها جبين الإنسانية وتتبرأ منها قيم البشرية السوية ؛ إن هذه المبادرة تشكل مشروعا إيجابيا متقدما يقطع الطريق على أصحاب اللاءات السلبية التي توظف أصلا لخدمة نظام الاستبداد .
تشكل هذه المبادرة إعلانا ضمنيا عن اليأس من المجتمع الدولي في تردده وتقاعسه عن فعل شيء إيجابي لحقن دماء السوريين . إنها الرد الإيجابي والعملي على تخلي المجتمع الدولي عن مسئولياته تجاه ما يجري على الشعب السوري من قتل للرجال وذبح للأطفال واغتصاب للنساء . إن التصدي لحرب الإبادة والتطهير هذه التي تنفذ في سورية على الهوية الدينية والمذهبية ، والتي لا يبالي بأصحابها أحد من أصحاب القرار الدولي يجب أن يكون واجب الوقت بالنسبة لجميع المسلمين .
إن مما يعزز مطلب التوجه إلى الشعوب المسلمة مباشرة العجز العربي عن تقديم ما ينتظر من دول الجامعة من حق النصرة للضحايا والمظلومين . يزعمون أيضا أن القيود الدولية الضاغطة هي التي تحول دون مبادرة دول الجامعة العربية للقيام بواجبها في حقن الدم السوري والأخذ على أيدي القتلة والمجرمين ...
وفي مواجهة هذا وذاك وفي مواجهة شلل المؤسسات الدولية والمبادرات الدولية يبقى المخرج الوحيد من حرب الإبادة المفروضة على الشعب السوري في تغيير موازين القوة على الأرض ..
ومع الإدراك المسبق للخلل الواضح في هذا الميزان نتيجة لما تسيطر عليه عصابات الأسد من مقدرات الدولة السورية ، ونتيجة لدخول روسية المعركة كدولة عظمى بعتادها وسلاحها وخبرائها ودعمها السياسي والدبلوماسي إلى جانب عصابات القتل والإجرام ، ونظرا لدعم إيران وتوابعها في المنطقة لهذه العصابات بالرجال والمال والعتاد ؛ نظرا لكل أولئك أصبح الشعب السوري بحاجة إلى المدد من أشقائه وأبناء أمته في كل مكان ، ومن أجل ذلك استنفر مجلس علماء الشريعة في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن أمة الإسلام لدعم الشعب السوري في معركته ضد الطغيان بكل أشكال الدعم .
إن الدعوة إلى النفير العام يعني أن الانتصار لدماء المسلمين ولأعراض المسلمات المنتهكات في سورية أصبح بالنسبة للمسلمين في العالم واجب الوقت . واجب الوقت الذي لا يصح فيه غيره . رسالة لا بد منها إلى المتقاعسين والمتشاغلين ..
إن المعركة في سورية لم تعد حربا بين عصابات متسلطة وشعب يسعى إلى الحرية ؛ إن دخول كل من روسية وإيران عمليا على خط المعركة لدعم النظام سيجعل للمعركة أبعادها الدولية والإقليمية المستقبلية الخطيرة فأين هم الذين يتفكرون ويتدبرون ؟!
كل هذا يستدعي من الشرفاء والأحرار ومن العرب والمسلمين أن يبادروا للانتصار لإرادة الشعب السوري في مطلبه لبناء دولة للعدل والحرية .
مجلس علماء الشريعة في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن يستنفر المسلمين أجمعين والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول : وإذا استنفرتم فانفروا ..
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية