الثورة السورية.. صناعة وطنية بامتياز
بيان من المكتب السوري لحقوق الإنسان
ويستمر القتل والحصار
والاعتقال للشعب السوري
لليوم التاسع على التوالي لا تزال مدينة درعا السورية تحت الحصار الذي فرضته قوات الأمن السورية وقوات الجيش مدعومة بالدبابات ، قاطعة عن هذه المدينة الصامدة الكهرباء والإتصالات والماء ، وذلك بعد المظاهرات الجريئة التي قام بها أهالي درعا للمطالبة بالحرية والكرامة ، ولم تكتف بذلك بل عاثت هذه القوات في المدينةفسادا فنهبت المحلات ومافيها من مواد وكذلك الصيدليات وما فيها من ادوبة ، بل تجرأت وأطلقت الرصاص على خزانات المياه على أسطح البيوت حتى تدفع السكان الآمنين الى الإستسلام ورفع الراية البيضاء كما يروي شهود عيان من داخل المدينة ، وكما تناقلت ذلك مصادر الأخبار كما اطلقت الرصاص بشكل عشوائي على كل من يتحرك ، وتناثرت الجثث في الشوارع ولم بستطع الأهالي من انتشال الجثث أو دفنها ، وأكدت مصادر طبية في مشفى تشرين بدمشق أن قوات الأمن نقلت يوم السبت 182 جثة مدنية من درعا إلى مشفى تشرين في دمشق، ونقلت يوم الأحد 62 جثة، أي 244 جثة في اليومين منهم الكثير من الأطفال ، كما وصل إلى المشفى ذاته 81 جثة من الجيش أغلبهم مصاب بطلق ناري في ظهره ،
كما نقلت المصادر أن القوات الأمنية بدأت باقتحام البيوت واعتقال كل الرجال الذين تزيد اعمارهم عن ثمانية عشر عاما
ولم تنج بقية المدن والقرى السورية من مثل هذا الحصار وهذا التنكيل بالمواطنين السوريين ، ففي حمص تحيط الدبابات بالمدينة وكذلك الرستن التي قتل فيها على يد قوات الأمن والشبيحة التابعة لمليشيات النظام في يومي الجمعة والسبت 29و30 نيسان أكثر من 27 مواطنا ،
وقامت القوات الأمنية باعتقال الناشطين السباسين وكذلك الناشطين في مجال حقوق الإنسان من امثال حسن عبد العظيم (85سنة) وقشاش من حلب (81سنة) وعبد الله خليل المحامي من الرقة والمهندس محمد راسم الأتاسي من حمص ، ودوهم بيت الناشطة رزان زيتون في دمشق ولم تكن موجودة هي او زوجها واعتقل أخو زوجها الذي كان موجودا في بيت أخيه
وهاجمت فجر يوم الإثنين
2-5-2011 قوة من الأمن السوري يزيد تعدادها
عن 250 عنصرا مدينة كفر نبل من محافظة
إدلب واعتقلت مايزيد عن 26 مواطنا
الصيدلي محمد مصطفى الحمادي ،عقاب
ياسين الغنوم ،اسماعيل ياسين
الغنوم، فراس علي الفشتوك،
قتيبة محمد المحمود ،صبحي
محمد السلوم ، محرز محمد السلوم ، احمد
محمد السلوم، مأمون محمد السلوم ، فراس
صادق القدور ،حسام صادق القدور ،سعد
الدين محمد خطيب ،سمير أحمد
الرمضان - وولده ،علي محمد
الأمين ،خالد احمد العقدة - وولده ،واهب
محمد عبيدو ،عمار محمد عبيدو ،
عادل محمد عبيدو ،احمد فريز خالد السعيد - قرية
سفوهن كان متواجدصدفة في كفرنبل ،أحمد
عبد القادر البكري - من قرية حزارين ،
محمود أحمد الهزاع
عبدالباسط أحمد الهزاع ،
محمد زعتور بن احمد ، وائل
جهاد الزعتور ، حمود جهاد
الزعتور
محمد بن غسان الاسود
كما قامت هذه القوات الأمنية باحراق مقر حزب البعث في مدينة كفرنبل عند خروجهم من المدينه من أجل ان يتهمو الأهالي في التخريب
وكذلك في مدينة التل من ريف دمشق خمسة عشر مواطنا سوريا في هذا اليوم
زادت أعداد الشهداء منذ بداية الإحتجاجات الشعبية عن سبعمائة شهيد وأعداد الجرحى بالآلاف وكذلك المعتقلينبالألاف ولا زالت حملة الاعتقالات مستمرة
إننا في المكتب السوري لحقوق الإنسان ندين بأشد عبارات الشجب والأستنكار هذه الممارسات التي تقوم بها قوات الأمن السورية ضد الشعب السوري الذي خرج ينادي بالحرية والكرامة، وهي أبسط الحقوق الإنسانية التي تقرها كل القوانين والمعاهدات ، وإن هذا السلوك من السلطات السورية تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان والمعاهدات الدولية الذي وقعت عليها الحكومة السورية ، كما تتنافى مع مبادئ الدستور السوري نفسه ، ونطالبها بالإفراج فورا عن جميع المعتقلين ، والكف عن استعمال العنف ضد المتظاهرين ، وفك الحصار عن المدن والبلداتالسورية وإيصال الماء والكهرباء والإتصالات وإدخال المواد الغذائية والأدوية وتسليم الجثث للشهداء لأهلهم لدفنهم واكرامهم ، ومحاسبة المسؤولين عن اعمال القتل واشاعة الفوضى والسلب والنهب للمواطنين المسالمين
إننا نطالب المنظمات الحقوقية العربية والدولية التدخل لوقف العنف والقتل الذي تقوم به السلطات السورية ضد المواطنين المتظاهرين للمطالبة بالحرية ، ولوقف الإعتقال التعسفي رغم إعلان الحكومة السورية إلغاء قانونالطوارئ، وإرسال لجان تحقيق دولية للتحقيق في الجرائم التي تركبها قوات الأمن السورية ، في ظل تعتيم إعلامي مطبق ومنع لوسائل الإعلام العربية والدولية الحرة من تغطية ما يحدث داخل سورية
كما نطالب جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وامينها العام للخروج عن الصمت وإدانة ما ترتكبه السلطات السورية بحق الشعب السوري من جرائم يندى لها الجبين
إننا نستغرب ألا نسمع صوت أي من الدول العربية الشقيقة بادانة ما تقوم به الحكومة السورية من ممارسات عنيفة ضد شعبها بسبب مطالبته بالحرية ، ونأمل أن تقف هذه الدول في مناصرة الشعب السوريوالوقوف الى جانبه في محنته لنيل حريته وكرامته
إننا نخاطب الشعوب العربية الشقيقة للوقوف وقفة احتجاج على ممارسات السلطات السورية، ومناصرة الشعبالسوري كما ناصروا الشعب التونسي والشعب المصري في ثورته ضد الظلم والإستبداد .
المكتب السوري لحقوق الإنسان
3/5/2011
حثُّ خطى الطلب
لتحريك مشاعر مشايخ حلب
المشايخ الأفاضل:
_ إلى متى الفتوى بسد الذرائع لحفظ الأرواح ؟ أليس في ذلك _في هذا الوقت تحديداً_فتح ذريعة إلى المزيد من إزهاق الأرواح والاضطهاد والاستهانة بالإنسان والإسلام ؟ولحقبة زمنية أخرى؟
ولو كان احتياطكم هذا قبل ثورة الشباب لكان هو الحكمة!أما الآن ففي ذلك فسح المجال لمزيد من الضحايا!تصوروا لو استجاب جميع الشعب لطلبكم الآن فهل سيكتفي النظام بذلك بعد استفزازه؟
أم ماذا سيفعل؟وهل يُصدّق في عهده ووعده؟
إنه يعد وفي نفس الوقت يقتل! أليس في ذلك استغلال لبراءة المشايخ وورعهم وطيبهم؛ حيث يصدقون ويقتنعون بسرعة!فما موقفكم شرعاً من تصديقكم له والقتل والتعذيب في درعا وغيرها قائم؟!
_ أليست التضحية بضرر محدود المدة لإنقاذ جيلِ لمستقبل قادم أقل ضرراً من السكون الذي يجلب الضرر الأشد ؟
_ إلى متى نقول خوفاً داخل بيوتنا : الحيطان لها آذان ؟
_ إلى متى القول : لقد أخذوا فلاناً وفلاناً . فالله أعلم بالنهاية ؟
_ إلى متى نقف أمام الموظف أذلاء ؟ وندفع الرشوة طلباً وعلناً كي ينجز لنا الواجب عليه دون تحقير وتأخير ؟
_ إلى متى ندفع الضرائب على أي عمل ولأي تملك ؟ والبترول، والغاز ،والفوسفات، وكنوز الذهب الرومانية ذات القيمة التاريخية اللامحدودة تُنتهب ولايعلم بها من الشعب أحد؟ _ إلى متى نذهب إلى فرع المخابرات بخوف وذل، ويدٌ على القلب وأخرى على الجيب للإذن لنا لعديد من الأعمال التي نريد الشروع بها ، حتى لإعلان الزفاف ؟ مما حمل الكثيرين على اتخاذ صاحب له من المخابرات لحماية نفسه وتيسير أعماله ، أوللنهوض بكيانه ، لكن مع كلفة مالية يقدمها بين الحين والآخر ؟أو بتقديم ضحايا من الشعب ليثبت ولاءه وإخلاصه للدولة!
_ ألم يبلغ بنا الخوف إلى أنه لو أنه قام صعلوك مسلح من المخابرات، في وسط جمع كبير يضرب ويعتقل أيَّ أحد فلا يتجرأ أحدٌ على الكلام والحراك خوفاً وفرقاً؟ فهل رجعنا حقاً إلى عهد التتار؟
_ فإلى متى حياة الذل والهوان ؟_ أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ؟
_ هل تخافون التهديد والوعيد بقطع الراتب والسجن من مفتي الجمهورية رأس النفاق الذي رضي عنه أكابر مجرميها في سوريا ، ولبنان ، وإيران؟ والذي يصدق فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم :( أخوف ما أخاف على أمتي من منافق عليم اللسان ) وفي لفظ : (مرِّ اللسان ) أخرجه الطبراني .وأنتم على علم بنفاقه منذ عام(1980) لما قدم هدية مخلصة إلى السلطة؛وهي ضحايا من الشباب بمعسول كلامه وخطابه المؤثر في البسطاء والبرءاء ،ثم ماأعقب ذلك من تقديم صفقات إخلاص للسلطة حتى منحته هذا المنصب،والآن يكافؤها بإخماد حرارةثورة الشباب بمعسول الكلام ليوقعهم في جحيم المصير المحتم.
_ أما تريدون صناعة تاريخ لحياة أفضل ، ومجد تليد لجيل مُقبل ؟
_ ألا تخافون بعد فوات الأوان من ضعف ثقة المجتمع بكم؛ أليس في صمتكم إبعادٌ للشباب عن الإسلام الذي يتحدى الطغيان بصدره الآن،وفَسْحُ المجال لاقتناص الفرصة لمن يصطاده بسهولة؟!
_ إذا لم ترفضوا الدنيا من قلوبكم فأنتم الثغرة والذريعة لمزيد من قتل المسلمين في المحافظات الأخرى،وأنتم الثغرة على ساحة الحرج لأهل حلب ، ولستم باباً للفرج ، خاصة وقد تحركت جميع المحافظات ، لتتركوا حلب في مؤخرة الركب بعد نجاح المقاصد إن شاء الله ؟؟؟
نداء عاجل من شعب سوريا الصامد
إلى الأمة.. وثوار مصر!
طارق أبو جابر
هذا نداء عاجل من شعب سوريا الأبي المجاهد الصامد في مواجهة عصابة القتل والبغي والإجرام وأحلافها ، نتوجه به إلى أبناء أمتنا العربية والإسلامية المجيدة ، لنصرة شعب سوريا ومؤازرته ومساندته ، فهذا الذي يحصل الآن في سوريا ، من قتل وسجن وحصار وفتنة الناس في دينهم وأخلاقهم ووطنيتهم ، ليس إلا مقدمة لما يتوعد به النظام المجرم، ويصرح به على لسان أعوانه وأزلامه ومرتزقته .
لقد كشر النظام الباغي عن أنيابه ، وأعلنها حرب إبادة على الشعب ، شعارها القتل لمن يهتف بالحرية والكرامة وإصلاح الفساد، والقتل لمن يرفض القتل أو يستنكره ، والقتل لمن لا يتخلى عن ضميره ووجدانه ووطنيته ، والقتل لمن يصور الحقيقة وينقلها إلى العالم ، والقتل لوسائل الإعلام التي تحترم نفسها وتاريخها ومهنيتها ، وتقاوم دون أن تعبأ بالتهديد والوعيد ..
ولقد استنفر النظام المجرم كل أعوانه من الطامعين والحاقدين والمرتزقة المأجورين ..واتسعت الحرب على شعب سوريا يا أبناء أمتنا، وصارت نجدة شعب سوريا المهدد بالإبادة ، والوقوف معه في مواجهة هذا العصابة المتوحشة وحلفائها وأعوانها ، واجبا وحقا مفروضا ..
إننا نتوجه بدعوة النصرة والمؤازرة إليكم يا ثوار مصر الكنانة ، نتوجه إليكم - أنتم أولا- أيها الأحرار، لأنكم أصبحتم أحرارا في مصركم العزيزة ، التي رويتم أرضها بالدم والعرق والجهد ، أحرارا في مواقفكم الوطنية ، أحرارا في مطالبكم ونضالكم ومقاومتكم ونصرة إخوانكم .. ولأن حرية مصر لا تكتمل إلا بتحرر سوريا من العصابة الفاسدة المتآمرة على الشعب والوطن ، لما بين مصر وسوريا من ترابط وتلازم في كل نهضة وعز ومجد تحقق للأمة ، ولأن نهضة الأمة كل الأمة وعزها ، لا تتحقق إلا بنهضة شعبي مصر وسوريا وعزتهما ، وهذا ما سطره التاريخ ، وشهدت به الوقائع والأحداث ..
إن شعب سوريا يعول عليكم أولا - يا أحرار مصر- في نصرته ومساندته ، بعد الله عز وجل ، وإننا نناشدكم بحق الإخوة والعروبة والإسلام والإنسانية ، أن لا تخلعوا لامة الثورة قبل أن يتحرر شعب سوريا ؛ فهوأمانة في أعناقكم ، أنتم أولا، دون غيركم ، وليس مطلوبا منكم – الآن - سوى مظاهرة سلمية حاشدة جامعة مدوية ، يسمع بها العالم الأصم المتهاون ، تنذرون بها هذا النظام المتجبر على الشعب ، الذي سحقه على مدى أربعين عاما ، أو يزيد وما يزال ، وحول سوريا إلى مزرعة له ولعصابته نهبا وسلبا واستعبادا ، وتعرون فيها هذا النظام المجرم ، وتكشفون رجسه ، وفتنته لشعب سوريا في دينه وعقيدته وأخلاقه ، وتمزيق وحدته الوطنية المقدسة ، فأنتم من خبرتم كذب وألاعيب هذه الأنظمة الخائنة لشعبها ، المتآمرة على وطنها ، الناهبة لخيراته ، المدمرة لوحدته الوطنية .
إننا نستنصركم لعلمنا أن هذا النظام الفاجر المتآمر، صاحب السجل الإجرامي العتيد في حصار المدن وتدميرها ، وإقامة المحاكم الميدانية ، وإبادة المعتقلين في السجون ، كما فعل - من قبل - في حماة وحلب وتدمر وسائر المدن السورية ..وكما يفعل الآن في سائر سوريا : في درعا وبانياس وحمص وحماة ودمشق وأحياء هذه المدن العريقة الأصيلة الغيورة ومناطقها وقراها .. المطالبة بالحرية والكرامة المصادرة من هذا النظام وعصاباته المجرمة .. نستنصركم ونستصرخكم ، لعلمنا أنه لن يقف عند حد ، ولن يتورع عن إهلاك الحرث والنسل .. وإننا على ثقة بأن صرختكم - يا أهل مصر- في وجه هذا النظام ستزلزل أركانه، وتذهب بمخططاته وأحلامه ، وتجعله هو وحلفاؤه يعيدون النظر في حساباتهم ..
فلا تتركونا وحدنا مع هذه الوحوش الكاسرة ، ثم تندمون على تأخركم عن نصرة شعب سوريا ، فثورتكم لن تكتمل وتؤتي ثمارها الطيبة المباركة ، وتحدث التحول التاريخي في مستقبل الأمة ونهضتها ، إلا بتحرر سوريا .. وهو النداء الذي نوجهه إلى سائر أبناء أمتنا العربية والإسلامية ، الذين يعرفون قدر سوريا ، وأهمية أن تعود لشعب سوريا حريته ووحدته وكرامته .. وأن في ذلك عزة للأمة وسيادة لها ، يا من تحلمون بالعزة والكرامة والسيادة ، هذا عهد شعب سوريا لأمته، وإنه لصاحب عهد ووعد ووفاء .. وإننا لعلى ثقة بأن أمتنا لن تتركنا مستباحين لهذه العصابة المجرمة وأحلافها الحاقدة ، وسترفع الصوت المزلزل .. وتنذر المجرم المتغطرس ، وتجعله يعيد حسابه مع هذا الشعب الذي يحاول أن ينفرد به ويسحقه ، ويحطم آماله وأحلامه في العزة والوحدة والكرامة .. والله أكبر على من طغى وتجبر ، ولله الحمد !
بيان بشأن جرائم النظام السوري
ضد إخواننا في سوريا
الجمعة 25 / 5 / 1432 ـ 29 / 4 / 2011
الحمد لله القائل: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير}، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فقد شهد العالم الإسلامي في الآونة الأخيرة أحداثاً جساماً ومتلاحقة تجري على أرضه، من اشتعال الثورات وقيام الانتفاضات من قبل بعض الشعوب المقهورة التي رزحت تحت ظلم الأنظمة الحاكمة العميلة عقوداً من الزمان، وقد قوبلت هذه المطالبات الشعبية بشتى أنواع القمع الهمجي والقتل الوحشي من قبل هذه الأنظمة الغاشمة، والتي من آخرها ما تشهده الساحة الآن من جرائم مروعة يرتكبها النظام السوري ضد شعبه المسلم الأعزل، والذي طالب بحقه المشروع والمسلوب على مدى سنين عجاف عاشها تحت الظلم والضيم في ظل هذا النظام الذي ما فتئ يمارس أبشع أنواع التنكيل والقتل والاعتقال لأفراد شعبه رجالاً ونساء وأطفالاً.
وإن مما أوجبه الله على أهل العلم وأخذ عليهم فيه الميثاق هو أن يبينوا الحق للناس ولا يكتموه، وتأسيساً على ما سبق فإننا نود توضيح الأمور الآتية:
أولاً: نذكر في هذا المقام بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الشام بالبركة في قوله: "اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا" رواه الترمذي، وبما ورد عنه صلى الله عليه وسلم في فضل الشام ومنه ما ورد في الصحيحين عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة"، قال: "وهم بالشام"، وفي الصحيحين -أيضاً- عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه أخبر "أن ملائكة الرحمن مظلة أجنحتها بالشام" فالشام حاضرة الإسلام وخيارها الوحيد الإسلام.
ثانياً: إن ما يطالب به الشعب السوري المسلم في بلاد الشام من الحصول على الحقوق المكفولة له ورفع الظلم والقهر عنه الذي تجرع ويلاته ردحاً من الزمان؛ لهو حق مشروع كفله الشرع المطهر بل والنظم الحديثة.
ثالثاً: ما يمارسه النظام الغاشم في سوريا من قتل وتشريد واعتقال وترويع ضد أفراد شعبه؛ لهو جريمة تستوجب الوقوف من كافة الدول لمنع هذا الإبادة البشعة، وذلك حسب الأوامر الإلهية في نصرة المسلم لأخيه المسلم فهو لا يسلمه ولا يخذله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك حسب الأعراف البشرية من مواثيق دولية تقضي بالأخذ على يده ليكف عدوانه.
رابعاً: مما يتوجب على رجال الأمن وأفراد الجيش في سوريا الوقوف مع أبناء شعبهم وحمايتهم من عدوان هذا الطاغية، وعدم الانصياع لما يأمر به من ممارسات إجرامية في حق هذا الشعب المغلوب.
خامساً: الواجب على المسلمين مؤازرة إخوانهم فيما يمرون به من فتنة عظيمة ومحنة عصيبة، وتقديم يد العون لهم ومساعدتهم بكافة صور الدعم،كلٌ بحسبه، والتضرع إلى الله تعالى بالدعاء لهم بأن يكشف كربتهم، ويحقن دماءهم ويحمي أعراضهم وأموالهم.
سادساً : نوصي إخواننا في بلاد الشام المسلم أن يلجؤوا إلى الله تعالى في محنتهم هذه، وأن يصبروا على ما أصابهم ويحتسبوا ما عند الله، فهم مجاهدون في سبيله، وأن يعين بعضهم بعضاً، وأن يبتعدوا عن كل أشكال العدوان والتخريب لممتلكات إخوانهم من أفراد الشعب، ويلتفوا حول علمائهم الصادقين؛ ليصدروا عن أمرهم ويسترشدوا برأيهم؛ فعلماء كل بلد هم أعلم بحالهم والأنسب لهم، فالرجوع إليهم ضرورة يقتضيها الشرع والمنطق السليم، وليكونوا في جهادهم مخلصين ولنبيهم صلى الله عليه وسلم متبعين. كما نسأله سبحانه أن يعجل لهم الفرج ويولي عليهم خيارهم ويكف عنهم بأس الذين كفروا، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الجمعة 25/5/1432هـ
الموقعون:
د.محمد بن ناصر السحيباني
أ.د.ناصر بن سليمان العمر
سعد بن ناصر الغنام
عيسى بن درزي المبلع
د.ناصر بن محمد الأحمد
أحمد عبدالله الزهراني
د.عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف
محمود إبراهيم الزهراني
د.وليد بن عثمان الرشودي
د.سعد بن عبدالله الحميد
عبدالعزيز بن عبدالرحمن العجلان
د. خالد بن محمد الماجد
أ.د.سليمان بن حمد العودة
سعد بن علي العمري
علي بن إبراهيم المحيش
إبراهيم بن محمد بن أبكر عباس
حسن بن صالح الحميد
د.علي بن سعيد الغامدي
د. محمد بن عبد الله الخضيري
خالد بن عبدالرحمن العجيمي
د.عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي
د.محسن بن حسين العواجي
عبد الله بن صالح القرعاوي
عبد الله بن فهد السلوم
عثمان بن علي الهبدان
د.موفق بن عبدالله كدسه
د.خالد بن عبدالله الشمراني
د.محمد بن صامل السلمي
حسين بن محمد الحبشي
د.عبدالله بن عبدالرحمن الوطبان
د.ناصر بن يحيى الحنيني
د.محمد بن عبدالله الهبدان
د.محمد بن عبدالعزيز اللاحم
مبارك بن يوسف الخاطر
د.محمد بن صالح العلي
د. عبدالله بن ناصر الصبيح
د.عبدالرحمن بن صالح المحمود
حمود بن ظافر الشهري
فهد بن سليمان القاضي
إبراهيم الحماد
د.محمد سعيد القحطاني
عبدالله بن علي الغامدي
بدر بن إبراهيم الراجحي
عثمان بن عبدالرحمن العثيم
محمد بن سليمان المسعود
الثورة السورية..
صناعة وطنية بامتياز
د. عيدة المطلق قناة
يوما بعد يوم تتسع مساحات الغضب الشعبي العربي .. والمشهد الثوري العربي يحتشد بكثير من الحقائق المؤلمة .. إذ أن ثمة ظلم فاحش تعانيه شعوبنا من استبداد لا يرعوي .. ومن مستبدين يجمعهم الغباء حيناً والاستغباء حيناً آخر .. وطغاة يقفزون على حقائق التاريخ والتطور الإنساني المذهل ..وعلى حقائق الدين والحضارة .. ظانين أنهم بذلك يستطيعون الاستمرار في استغفال الشعوب ، والمضي بها حتى أدنى مستويات التخلف والضعف .. !!
طغاة حولوا الأوطان إلى بضاعة يمكن جلبها ساعة عسرة إلى أي مستنقع يريدون .. طغاة ألغوا معادلة الشعب والحكم العادل .. لصالح معادلة العبيد وحكم العائلة .. هم ذاتهم تم استنساخهم واستزراعهم على امتداد هذه الجغرافيا المستباحة !!.
المشهد السوري الذي نحن بصدده ما هو إلا مقطع طولي وعرضي من المشهد العربي الإسلامي الأوسع ..
فسوريا - بما تعنيه من موقع ودور وتاريخ ومستقبل وتأثير - تقف اليوم على مفترق طرق خطير ومصيري .. فقد انتفض الشعب السوري من درعا وحتى معرة النعمان ومن دير الزور إلى اللاذقية على نصف قرن من الفساد والرشوة .. انتفض ضد الفقر والبطالة والتمييز والانتهاك المستدام لحقوقه الطبيعية .. انتفض من أجلا حقه في التنمية واستعادة أمواله وثروات وطنه المنهوبة التي بددها وحش الفساد ..!!
انتفص على أقانيم الاستئثار والإقصاء والتهميش .. على الخوف والقهر وقمع النظام الأمني المريع.. انتفض من أجل الحرية والخروج من السجن الكبير ؛ ومن كل السجون السرية والعلنية (المنتشرة على مساحة الوطن) التي يقبع فيها مئات الآلاف من معتقلي الرأي والمفقودين والمختفين قسرياً .. انتفض من أجل عودة مئات آلاف السوريين المهجرين، من المثقفين والأكاديميين ورجال الأعمال الممنوعين من العودة لأوطانهم ..!!
انتفض ضد البيروقراطية العقيمة التي رسخت منظومة الفساد والاستئثار والهيمنة.. ومن أجل الانفتاح والتغيير والإصلاح الذي يستعصي على التحقق رغم الوعود المتكررة .. انتفض ضد الحلف غير المقدس بين أجهزة الأمن ورجال الأعمال والسياسيين.. وعلى غيرها من الانتهاكات التي مورست عبر أطول حالة طوارئ في التاريخ الإنساني .. !!
انتفض الشعب السوري برقي وحضارية .. أما ردة فعل النظام فقد جاءت – منسجمة مع تاريخه الأسود - لقد أوغل النظام في البدائية والوحشية .. مفرطا بالقتل والترويع والبطش.. فمنذ اللحظة الأولى لتلك الانتفاضة واجه النظام المتظاهرون بالرشاشات .. والقنص العشوائي .. قتل المئات من الشباب وحتى الأطباء والمسعفين والأطفال.. دنس المساجد ، واقتحمها بزعم إيواء مندسين وإرهابيين .. وفي درعا تم إعدام "الجندي" – ابن تل كلخ – لا حترامه قدسية المسجد العمري ورفضه إطلاق النار على المصلين فيه.. !!
لقد سال في هذا الثورة دم كثير وفي كل مكان وارتكب النظام المجازر - حتى فاقت حصيلتها في يوم واحد المئة والعشرين شهيداً سالت دماؤهم على مساحة القطر السوري كله.. !!
مارست أجهزة النظام كل أفانين التعذيب - المدانة والمحرمة- وضرب المتظاهرون بالهراوات والخناجر والعصي لإخافتهم وتفريقهم .. ومن ثم بالرصاص والدبابات .. كما انتهكت كل حقوق الإنسان حتى تعطيل الاتصالات وحجب المواقع الإلكترونية !!
وبعد ذلك كله .. نحد أنفسنا اليوم أمام أزمة فكرية أخلاقية.. إذ يخرج علينا ثلة من مثقفينا يطعنون الثوار في الظهر .. ليجلد هؤلاء بسياط بني جلدتهم مرتين الأولى من أجهزة الأنظمة.. والثانية من بعض المثقفين والمنظرين الذين راحوا يشككون بوطنيتهم ومصداقيتهم.. !
أليس من المعيب أن يروج المثقفون لمزاعم الأنظمة القمعية .. في توجيه اتهامات العمالة والتآمر .. وتنفيذ الأجندات الخارجية لشباب الثورات الرائعين؟؟ ..
فلماذا كل هذه الإساءات المتكاثرة لدماء الشهداء التي بذلت من أجل حريتنا نحن .. ومن أجل مستقبل مشرق لأبنائنا.. ومن أجل أن نحيا كراماً في وطن عزيز حر.. ؟؟
أليس في هذا الموقف ضد ثوار أمتنا تفويض لأنظمة القمع باجتراح المزيد من القتل في الساحات والشوراع .. وبعد ذلك نعود إلى مقاهينا نمارس فيها هواية التنظير للوحدة والقومية والوطنية ومقارعة الامبريالية ؟؟
إن ما يوجه من انتقادات واتهامات لقوى الثورة العربية وفي مقدمتها الثورتين الليبية والسورية إنما يشكل إساءة عميقة للأمة بكاملها .. فهذه الأمة هي من أنجب هؤلاء الثوار الذين يطلقون عليهم مسميات "الخونة والعملاء والمندسين والإرهابيين" – حاشا لله -!!!
إن الشباب العربي الثائر –يجترح اليوم المعجزات .. فهو عبر هذا الطوفان الثوري يحدث حالة من الصدمة والترويع تنتقل وفق "قاعدة الأواني المستطرقة" من بلد إلى آخر .. ومن سيدي بوزيد إلى درعا .. !!
ففي ظل ذهول الأنظمة تنطلق ملايين الحناجر الشابة تهتف للحرية والعدل والحق .. تهتف للوطن، والوحدة .. وتحتفي بالشهادة والشهداء .. وتندد بالفساد والسرقة والرشوة .. وتنادي بسقوط دولة الاستبداد والقتل والقمع .. !!
ثورة الشباب نجحت – حيث فشل المنظرون - في توحيد الأمة .. إذ أحبطت – وهي تحكم الأصنام التي عادت لتنتصب من جديد في الساحات والميادين العربية الإسلامية- كل الفتن واسقطت كل الفزاعات التي استلتها الأنظمة من أغمادها .... !!
لقد أدهشت ثورة الشباب العربي كل العالم .. ونجحت في استقطاب استجابات شعبية واسعة.. وحافظت على صعودها بالمثابرة والتضحية والصمود وأبدعت في وسائلها وطروحاتها على نحو لم يكن ليخطر ببال حتى مفجريها ..!!
أما بالنسبة للثورة السورية فإن العالم بأسره يشهد بأن هذه الثورة انطلقت من داخل سوريا وحدها لتكون صناعة سورية وطنية بامتياز ..لا صناعة أيد عابثة خارجية ..!!
الثورة السورية هي صناعة حضارية راقية لا فتنوية .. ولا صناعة عصابات مندسة أو إرهابية .. إنها صناعة سلمية .. لا صناعة عنفية أو مسلحة .. !!
إنها ثورة من أجل مستقبل مختلف لا مجال فيه لمعادلات الفساد والظلم والقمع والاستبداد.. وما تفرضه من آفات الجبن والصمت ، والركوع والانحناء .. مستقبل سداه الحق والعدل والكرامة .. ولحمته الحرية والاحترام .. مستقبل تقوم فيه دولة القانون والمؤسسات .. وحكومة الشعب كل الشعب .. وبرلمان الشعب كل الشعب ..
وعليه فإننا في محراب الثورة ... أمام طهر الشهادة وعلى وهج الدماء الطاهرة .. "لنقل خيراً أو نصمت" !!