لا داعي للقلق على الشعب السوري
تعميم
الرجاء التعميم بأسرع وقت أن الجمعة القادمة في سورية سيكون اسمها
"الجمعة العظيمة" إكراماً للسوريين المسيحيين وأعياد الفصح المجيد. ولنساهم من خلال الصليب والهلال في إحياء هذه الجمعة.كل عام والجميع بألف خير
مع الشكر
رأي في خبر
نشرت وكالات الأنباء العالمية ، عن الصحف الصهيونية : أن الجنرال الصهيوني يائير نافيه ، قائد المنطقة الوسطى ، كان قد أقال ضابطاً صهيونياً ، قائد سريّة ، في لواء المدرعات، لأنه رفض إعطاء جنوده أوامر بإطلاق أعيرة نارية ، وقنابل غاز مسيلة للدموع على متظاهرين فلسطينيين ، تظاهروا ضد جدار الفصل العنصري في آذار من عام 2010 ميلادي.
وعندما سُئل قائد السريّة المُقال عن سبب رفضه إعطاء الأوامر قال : لأنني رأيت بين المتظاهرين نساءً وأطفالاً ...!!!
إذاً : جنرال صهيوني ، يقيل ضابطاً له ، رفض إعطاء أوامر بإطلاق أعيرة مطاطية وقنابل غازات مسيّلة للدموع ، على أعدائه لأن فيهم أطفال ونساء ...
هذا هو الخبر ، وهذه هي مكوّناته ... وأما رأينا فيه فهو كما يلي :
من أية طينة إذاً جُبلت عناصر أمن النظام الأسدي وشبّيحته الفاجرة .!!؟
وأية دماء حيوانية مفترسة تلك التي تجري في عروقهم .!!؟
وفي أية مواخير للظلم والقهر والإجرام والساديّة تربّوا .!!!؟
وأية عقلية ظلامية متخلّفة هابطة تلك التي يحملون في رؤوسهم .!!؟
ومن أي قانون أو دستور أو شريعة ، أرضية ، أو سماوية ، تعلّموا :
· قلع أظافر الأطفال ، أو إطفاء أعقاب السكائر في وجوههم ، أو تكسير عظامهم ومحاجر أعينهم ...!!!؟
· وتعرية الأطفال ، وإدخال رؤوس البواريد في أدبارهم ، وإجبارهم على السجود وتقبيل أقدام وأحذية الشبّيحة ، ثم البول على رؤوسهم ...!!!؟
·وإلهاب ظهور الأطفال بالعصي والكرابيج حتى تتمزّق جلودهم الغضّة الطرية وتسيل الدماء من ظهورهم وجنباتهم ...!!!؟
·وإلهاب ظهور الشباب الطاهر الجامعي المثقّف بالسياط ، وكوي وجوههم بالنار حدّ التشوّه ...!!!؟
·وتقييد أيدي وأرجل الشباب للخلف ، ثم ربط أعضائهم التناسلية الذكرية وتركها حتى تتفجّر مثاناتهم ...!!!؟
·ونتف لحى الشباب الطاهر المؤمن المصلّي حتى تتشوه وجوههم ...!!!؟
·وإطلاق النار الحيّ على الأطفال والنساء والشباب وقتلهم ، وهم يتظاهرون بشكل سلمي حضاري ، ويرفعون الورود وأغصان الزيتون ...!!!؟
·ثم الإجهازعلى الجرحى وهم في النزع الأخير ، وضربهم ، وسحلهم في الشوارع حتى يفارقوا الحياة بدلاً من إسعافهم ومعالجتهم .!!!؟
·بل إقفال المستشفيات الحكومية والخاصة ، ومنعها من إسعاف الجرحى ...!!!؟
·والهجوم على المستشفيات ، وقتل الجرحى ، واختطاف جثثهم ، وإلقائها في حاويات القمامة ...!!!؟
·ومنع سيارات الإسعاف من نقل الجرحى ، وقتل الأطباء والممرضين المسعفين...!!!؟
·والرقص على أجساد الشباب الطاهرة ، وهم مكبّلي الأيدي والأرجل ومنبطحين على الأرض ، وضربهم بالأيدي ، وركل رؤوسهم بالأقدام ...!!!؟
·وتعذيب الشباب بالكهرباء في كل أنحاء الجسد ، ونفخ الهواء في الأدبار ، و ضخ للماء فيها ، والتعليق من الثديين ، وإدخال الجسد والتعذيب في الدولاب !!؟
·والأدهى من كلّ ذلك والأمر : اغتصاب النساء الطاهرات العفيفات أمام أبنائهن وإخوانهنّ وأزواجهنّ ...!!!؟
وإذا رفض ضابط أو جندي وطني شريف هذه الأوامر المنحطّة ، فإنه لا يُعزل فقط، بل يُقتل غدراً ، ويمثّل بجثّته من قبل عناصر الأمن والشبّيحة الحاقدة ...!!!
يا جماهير شعبنا السوريّ العظيم ...!!!
إنّنا نؤكد ما قلناه مراراً وتكراراً ، بأن هذه العصابات التي تفعل بشعبنا السوري الحبيب ، من الفظائع والجرائم ، ما يترفّع الصهاينة المحتلّون عن فعله بحق أهلنا في فلسطين المحتلّة، إن ذلك ليثبت بالدليل القاطع ، أن هذه العصابات الأمنية الأسديّة المجرمة ، يستحيل أن تكون من الجنس البشري العادي ، بل هي أقرب إلى الوحوش الكاسرة ، والحيوانات المفترسة ، وفرق الموت الحاقدة ، وعصابات المافيا والمخدّرات والإجرام ...!!!
كما أنها لا يمكن أبداً ... أبداً ... أن تكون سوريّة الأصل والانتماء ، بل هي عصابات دخيلة وافدة على الوطن ، غريبة عن روح السوريين ، وقيمهم ، وتربيتهم ، وثقافتهم ، وتسامحهم ، وأخلاقهم ...!!!
يا جماهير شعبنا السوريّ العظيم ...!!!
إننا في الوقت الذي نصرُّ فيه على سلمية ثورتنا المباركة وتحضّرها ، حتى تحقق أهدافها الناجزة ، في الحريّة والعزّة والكرامة ، مهما كلّف ذلك من دماء وتضحيات...
رائدنا في ذلك قول الله تعالى في كتابه العظيم :
((لئن بسطتّ إليَّ يدكَ لتقتلني ، ما أنا بباسطٍ يديَ إليك لأقتلك ، إني أخافُ اللهَ ربَّ العالمين )) المائدة ( 28 ) صدق الله العظيم .
فإننا نناشد أفراد قواتنا المسلحة الشرفاء ، ضبّاطاً ومراتب ، أن ينتبهوا من غدر هذه العصابات الجبانة الخائنة ، وأن يكونوا في حذر دائم منها ، وأن لا يمكّنوها من الغدر بهم، فيذهبوا لقمة سائغة رخيصة في الوقت الذي يكون وطنهم وشعبهم أحوج ما يكون إليهم ...!!!
وإذا كان قدرهم _ لا سمح الله _ أن يموتوا على يد تلك العصابات الغادرة ، فليكن موتهم شهادة عزيزة كريمة شامخة ...
لكن ليس قبل أن يكسروا ظهر تلك العصابة الأسدية الظالمة الغادرة بفعلِ ثورويّ مقتدر ، ويبقروا بطنها ، ويخلّصوا شعبهم وأمتهم من غدرها وشرّها وتآمرها ...!!
أما نحن ... فنقسم بكل أسماء الله الكريمة وآياته وصفاته ...
أن نثأر لدماء شهدائنا الطاهرة ، ودمعات حرائرنا الغالية ، وصرخات أطفالنا البريئة ، ولكن ليس بأسلوبهم الدموي الغادر ، بل من خلال محاكم عادلة مستقلة ، في دولة مدنيّة متحضّرة ، شعارها : الحق والعدل والمساواة تحت سقف القانون .
بسم الله الرحمن الرحيم ((إنهم يرونه بعيداً * ونراه قريباً )) المعارج ( 6)
صدق الله العظيم
الدكتور أبو بكر الشامي
دمشق : في السادس عشر من جمادى الأولى / 1432 هجري
الموافق : للعشرين من نيسان / أبريل / 2011 ميلادي
بيان من الدكتور عبد الكريم بكار
حول الأحداث في سورية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فإني في البداية أسأل الله ـ تعالى ـ أن يتقبل ضحايا هذه الانتفاضة المباركة في عداد الشهداء، وأن يُلهم أهليهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يُخلفهم خيراً، كما أنني أتقدم بتحية إجلال وإكبار إلى كل رجل وامرأة وطفل خرجوا من بيوتهم منادين بالحرية والعدالة وبناء سورية الجديدة. إن سورية العزيزة تمر بلحظة تاريخية مضيئة وملهِمة، يعيد فيها الشعب الأبيُّ اكتشاف ذاته والتفاعل مع مبادئه وقيمه وتراثه الحضاري العريق بسرعة مذهلة ، وإني انطلاقاً من إحساسي بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية حيال أهلي وإخواني أود أن أوضِّح الأمور التالية:
1- إإن التظاهر والاحتجاج والاعتصام بطريقة سلمية مظهر من المظاهر الحضارية المرموقة، اهتدت إليه البشرية بعد معاناة طويلة مع الرضوخ للظلم، وبعد ما تجرعته من آلام بسبب استخدام العنف وسيلةً للتغيير والإصلاح، وإن الدول الديموقراطية تنظر إلى التظاهرعلى أنه أداة من أدوات الحفاظ على الحقوق والحريات ، ولذلك أكدت عليه كل المواثيق الدولية، ومن هنا فإنه ليس لأحد أن يستغرب من خروج السوريين إلى الشوارع هاتفين للحرية والعزة ...فالمظالم التي يعاني منها الشعب السوري ليست أقل من المظالم التي كانت في مصر وتونس وليبيا ...كما أن الشعب السوري ليس أقل وعياً وإخلاصاً وإحساساً بالكرامة من شعوب تلك البلدان .
2- إني أحث المتظاهرين الشرفاء الذين يعرِّضون حياتهم للخطر، ويبذلون جهوداً هائلة من أجل مصلحة بلادهم أن يحافظوا على سلمية مظاهراتهم، حيث إن السِّلمية هي سر قوة تلك المظاهرات، وأن يبتعدوا عن كل شكل من أشكال التخريب، وأن يبتعدوا كذلك عن كل تصرف يمكن أن يستفز رجال الأمن، كما أنني أدعوهم إلى الارتقاء بالشعارات والأهازيج والهتافات التي يطلقونها في مسيراتهم المظفَّرة، وأؤكد في هذا السياق على الارتقاء بالحوار والنقاش على الشبكة العنكبوتية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، فنحن لا نريد التغيير فحسب ، وإنما نريد أن نقدِّم نموذجاً ملهِماً في الإصلاح، ولا يكون ملهماً إلا إذا ساده الرفق والسكينة والتهذيب .
3- أدعو رجال الشرطة والأمن والجيش إلى القيام بواجبهم في حماية المتظاهرين ومعاملتهم بطريقة لائقة، مادام التظاهر حقاً من حقوق المواطن بإقرار الجميع، ثم إن هؤلاء المتظاهرين هم أهلكم وأبناء بلدكم، وإن ما ستسفر عنه هذه الثورة العظيمة من خير سيعمُّ الجميع، وستنعمون به أنتم وأولادكم .
4- لدى كل السوريين اتفاق تام على رفض كل أشكال التدخل الخارجي في شؤونهم وعلى أي مستوى، ولأي هدف، ومن أي جهة، وذلك لاعتقادهم بأن لديهم من الحكمة والبصيرة والشعور بالمسؤولية ما يمكِّنهم من تصحيح أوضاعهم وإصلاح شؤونهم دون مساعدة أحد، واعتقادهم أن التدخل الخارجي سيؤذي الجميع دون استثناء.
5- أشدد وبكل البلاغة الممكنة على أن تظل الثورة السورية المباركة ثورة لكل أبناء سورية بكل طوائفهم وأعراقهم وانتماءاتهم ،فقد عاشت هذه المكوِّنات في تلاحم ووئام قروناً ، وهي قادرة على الاستمرار في ذلك بعون الله ـ تعالى ـ إلى آخرالمشوار، ولهذا فإني أدعو كل أبناء الشعب السوري إلى المشاركة في هذه الثورة، لاعتقادي بأن الحرية والعدالة والكرامة والتنمية أمور لا تقبل التجزئة، فهي إما أن تكون لجميع الناس،أولا تكون ، ومن هنا فينبغي أن تظل حقاً وهدفاً ثابتاً ومشروعاً لجميع أبناء البلد .
6- إن يوم السابع عشر من نيسان هو يوم جلاء الاستعمار الفرنسي عن وطننا الحبيب، وهو اليوم الذي وضع فيه الشعب السوري ثورته على سكة الثورات العربية الأخرى من حيث المشاركة والتصميم ، ونستطيع القول اليوم : إن الثورة السورية قد بلغت نقطة اللاعودة ، وصار من الصعب القضاء عليها دون ارتكاب مجازر كبيرة لا يمكن لأي نظام أن يتحمَّل نتائجها، فقد استعاد الناس ثقتهم بأنفسهم، واكتشفوا أنهم أقوى بكثير مما كانوا يظنون .
7- ليست سياسات النظام السوري الخارجية هي التي حركت الشارع في الأساس، وإنما السياسات الداخلية التي أرهقت الناس،وجعلتهم يشعرون بالهوان ، كما أنها كرست التخلف والعزلة عن العصر، وأنا أعتقد دائماً أن تأثير المؤامرات الخارجية في حياة الشعوب يظل دائماً هامشياً بشرط أن تكون الجبهة الداخلية سليمة،وفي الوضعية الصحيحة، وإن الإصرار على تفسير الثورة السورية بنظرية المؤامرة ينطوي على اتهام ضمني للناس بأنهم سُذَّج تحركهم الأيادي الخفية أو عملاء معدومو الضمير ، وفي هذا إهانة لشعب عريق و متعلم ومثقف. وإذا افترضنا أن هناك مؤامرة خارجية، فالمؤامرات الخارجية لا تقاوَم بسلب الناس حقوقهم، وإنما بتقويتهم وحفظ كراماتهم وبمساعدتهم على الإبداع والتعاون ، وآمل ألا يتكرر الخطأ الذي وقع فيه هتلر حين جعل ألمانيا كبيرة، وجعل الألمان صغاراً .
8- إن مطالب السوريين متواضعة، فهم يبحثون عن الكرامة والعدالة والحرية وتكافؤ الفرص والتعددية، وهي مطالب إن تحققت بالكامل، فلن نكون إلا كشعب من شعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، وهذه المطالب باتت واضحة على نحو ما رأينا في بيان علماء حمص وغيره.
9- إإن التاريخ يعلمنا أنه لا يمكن لأي نظام سياسي أن يتفوق على ذاته إلى درجة التمكن من إجراء عملية جراحية كبرى لهياكله ومنظوماته وأجهزته، ولهذا فإذا كان النظام متجهاً فعلاً نحو الإصلاح الحقيقي، فإنه ليس هناك سوى طريق واحد هو الدعوة إلى مؤتمر وطني جامع يشارك فيه الثوار وقيادات مؤسسات المجتمع المدني و المعارضة، وذلك من أجل التفكير في كيفية إخراج سورية من وضعها الراهن والانطلاق بها نحو مستقبل واعد ومشرق، وإن هذا الحوار ممكن اليوم لكنه قد لا يكون ممكناً بعد شهر، ولهذا فإني أرجو أن تتبنى القيادة السورية هذه الدعوة وبالسرعة الممكنة قبل فوات الأوان، وإن التأخر في هذا قد يجرُّ البلاد ـ لا قدَّر الله ـ إلى كارثة يصعب تخيلها وقد يمنح الأطراف الخارجية الفرصة للتدخل، وهذا ما لا ينبغي أن نسمح به، مهما كلَّف الثمن.
حفظ الله سورية الأبية وشعبها المجيد من كل مكروه .
أ. د. عبد الكريم بكار
في 17 نيسان /2011
بيان الكتلة الوطنية،
في الذكرى الخامسة والستين
للاستقلال والجلاء المجيدين
يدعو قيادة الجيش والشرفاء في الحزب
وأحزاب الجبهة للانضمام إلى ثورة الشباب
د. محمود حسين صارم
يا أبناء وأحفاد رجال الاستقلال والجلاء:
أبناؤكم يُقتلون في درعا واللاذقية وبانياس ودمشق ودوما والمعضمية ودير الزور والجزيرة وفي كل مدينة وقرية على امتداد الوطن لكن الرصاص الذي يخترق صدورهم العامرة بحب الله والوطن والشعب، ليس من قوات الاستعمار والامبريالية والصهيونية، بل من قوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة؛ ولا أقول هذا جزافا، فهاهم شباب الثورة يرددون في شوارع مدننا وقرانا: يا ماهر يا جبان.. خذ رجالك للجولان.
والجولان الذي يراه شباب سوريا ويراه آباؤهم قبلهم أنه قطعة من قلب كل سوري، ولن يتحرر إلا عندما يمتلك السوريون إرادتهم وحريتهم وكرامتهم المسلوبة منذ ذاك اليوم الأسود في تاريخ الوطن والأمة، يوم الثامن من آذار عام 1963 الذي أنجب يوم الذل والهوان يوم احتلال الجولان عام 1967 عندما كان اللواء حافظ الأسد وزيرا للدفاع.. وباحتلال الجولان فقدت سورية، رمز استقلالها: عيد جلاء الجيوش الأجنبية عن أرضها.
ووزير الدفاع في دولة البعث هذا، لم يحارب في 5 حزيران من عام 1967، كما حارب وزير دفاع المملكة العربية الشهيد يوسف العظمة في 24 تموز عام 1920، بل أمر الجيش بالانسحاب كيفيا من جبهة الجولان، وأمر بإذاعة بيان كاذب عن سقوط القنيطرة قبل وقوعه، كما جاء في كتاب الأسد والصراع على الشرق الأوسط للكاتب والخبير في شؤون الشرق الأوسط الأستاذ باتريك سيل.
وووزير الدفاع هذا، هو الذي قاد انقلابا عسكريا عام 1970، وأوهمنا بأنه خلصنا من طغيان رفاقه وأعاد سورية إلى عروبتها، فإذا به يقيم نظاما أشد طغيانا، وينصب نفسه رئيسا للجمهورية، ويلغى دستورنا الوطني لعام 1950، دستور التعددية الحرة في الفكر والدين والسياسة وفي احترام حقوق الإنسان والأقليات، ويضع دستور الحزب القائد للمجتمع والدولة كما جاء نص المادة الثامنة منه.. فأصبح قائد حزب البعث العربي قائدا للدولة والمجتمع، يجمع في قبضة يديه الحديديتين السلطات الدستورية الثلاث، يستعملها متى يشاء، وكيف يشاء، وضد من يشاء، موجها تهمة الخيانة والعمالة لكل من يخالفه الرأي.
وظل الرئيس حافظ الأسد يحكمنا بالحديد والنار طيلة ثلاثة عقود، نال فيها مرتبة الخالد والأبدي وسيدِّ الوطن، ولم يكتف بهذا حتى جعل الجمهورية وراثية في ابنه بشار، فاستمر حكم آل الأسد إحدى وأربعين سنة (41) من أصل ثمانية وأربعين سنة (48) من طغيان وفساد البعث.
يا أبناء وأحفاد رجال الاستقلال والجلاء:
إن المحنة التي يمر بها الوطن هي أخطر المحن التي مر بها منذ قيام الجمهورية، فالأمم المتحدة وأمريكا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا وألمانيا أدانوا قمع المظاهرات السلمية المطالبة بالحرية والديمقراطية، وكررت أمريكا إدانتها لاستمرار القمع، ووصفنه بـ "أمر فظيع"، وهو كذلك، ولا أفظع منه إلا ما فعله نظام حافظ الأسد من إبادة جماعية في حماه في ثمانينيات القرن العشرين؛ وأما أن يفرض نظام بشار الأسد الحصار على المدن والقرى، ويقطع عنها الماء والكهرباء، ويمنع جرحى الأحداث من الوصول إلى المراكز الطبية؛ فإن عواقب هذه الأفعال ستكون وخيمة.
يا أبناء وأحفاد رجال الاستقلال والجلاء:
ونحن في الكتلة الوطنية نخشى أن ينزلق "التحالف الجديد بين قادة البعث وقادة السوري القومي الاجتماعي" إلى مستنقع اللاعودة؛ ويقع النظام، لا سمح الله، بما وقع به النظام الليبي.
ومن هنا، فنحن نرفض رفضا مطلقا أن تكون سورية مُلكا للبعثيين والسوريين القوميين الاجتماعيين وحدهم، بل هي ملك لهم ولكل أبنائها بكل أديانهم وطوائفهم وأحزابهم وأصولهم القومية وطبقاتهم الاجتماعية؛ ونوجه باسم الكتلة الوطنية هذه الدعوة إلى قيادة جيشنا الوطني وإلى الشرفاء في حزب البعث وأحزاب الجبهة، لينضموا إلى ثورة الشباب.
يا حماة الديار ـ يا أبناء وأحفاد رجال الاستقلال والجلاء:
إن شعبكم وأبناءكم ينادونكم.. فلبوا نداءهم كما لباه جيش مصر العظيم.. ولأنكم الأقدر على التغيير والإصلاح.. فاحقنوا الدماء بإعلان الأهداف التالية للإصلاح والتغيير:
1 ـ العودة إلى دستورنا الوطني لعام 1950، ريثما تتم الدعوة لانتخاب مجلس تأسيسي ووضع الدستور الجديد.
2 ـ إلغاء كل ما ترتب على دستور عام 1973.. والقيام بالمصالحة الوطنية مع كافة أطياف المعارضة السورية.. وفي مقدمتها حزب الإخوان المسلمون.
3 ـ إحداث مجلس قضائي أعلى للمحاسبة.
4 ـ الابتعاد عن النظام الإسلامي الإيراني المذهبي المسرف، وعن كل نظام في الإقليم إلا إذا كان ذلك يصب في مصلحة الإستراتيجية العربية العليا التي أقرتها معاهدة الدفاع العربي المشترك.
5 ـ العودة إلى الصف العربي والعمل مع مصر العربية والمملكة السعودية، على تفعيل معاهدة الدفاع المشترك بين دول الجامعة العربية الموقع عليها في 13 نيسان/ إبريل 1950، لحل مجمل قضايا الوطن والأمة، والاستمرار في تفعيل المعاهدة حتى الوصول إلى إقامة دولة الاتحاد العربي من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي.
والخلود لشهداء الوطن والأمة
بوينوس آيرس ـ في 16 نيسان 2011
ممثل الكتلة الوطنية
الدكتور محمود حسين صارم
الجمهورية الإيرانية
بعد خمس مائة شهيد ..
زهير سالم*
بدلا من أن يعلن آية الله خمنئي مرشد الثورة الإيرانية، أو رئيس جمهوريته، أو وزير خارجيته قلقهم على ما يجري في سورية من سفك للدماء وقهر للناس، واحتجاجهم على المذابح المتتابعة التي نفذت وما تزال تنفذ في درعا ودوما وحمص واللاذقية وبانياس والبيضا.. فاجأنا وزير الخارجية الإيراني بالأمس بقوله: لا داعي للقلق على ما يجري في سورية!! واستنكر موقف الدول التي أعلنت قلقها من التصدي للصدور العارية بالرصاص الحي، ومن عدد الضحايا الأبرياء الذين سقطوا برصاص البغي والاستهتار ..
ولفت وزير الخارجية الإيراني أنظار الرأي العام إلى ما يجري في البحرين حيث يُستخدم حسب رأيه العنف الحقيقي ضد المتظاهرين المسالمين. في البحرين وحدها تختل معادلة ( الأكثرية والأقلية !!). حسب وزير الخارجية الإيراني.
وكان سياسيون إيرانيون رفيعو المستوى في مناسبات عديدة قد وصفوا ما يجري في سورية على أنه ( فتنة ) و( مؤامرة ) و (فوضى ) وناتج تدخل خارجي؛ بدون أي اعتبار لحقوق الشعب السوري، وإرادته وحريته المغصوبة!! إن هذا الموقف في حقيقته ما هو إلا نوع من ازدواجية المعايير التي طالما شكا منها الإيرانيون وحملوا مسئوليتها لدول الاستكبار العالمي.
يمثل هذا الموقف المستهتر والمنحاز جزء من حلقات الفتنة التي ما يزال الإيرانيون يصدّعون الآذان بالحديث عنها. وإننا إذ نعلن استنكارنا ورفضنا للموقف الإيراني المستهتر بدماء أبناء شعبنا في سورية، وبحقوقه العادلة في الحرية والكرامة الوطنية، نستنكر في الوقت نفسه التدخل الإيراني السافر في قضايانا الداخلية. ولقد آذانا أن تتحول القنوات الإيرانية عشية المسيَّرات المؤيدة للنظام السوري إلى ما يشبه الفضائيات السورية المنحازة تماما إلى الموقف الرسمي المتجاهلة لمحنة أبناء شعبنا ومعاناتهم. . إن التدخل الإيراني في الشأن الداخلي السوري مرفوض ومستنكر ومدان. ويمارس هذا التدخل مع الأسف من قمة الهرم الإيراني السيد خامنئي ورئيس جمهوريته ووزير خارجيته وسفير إيران في دمشق. كما نرفض أن تعتبر سورية حلقة في امبراطورية الولي الفقيه.
إنه حين يتحدث أحمدي نجاد عن مؤامرة أمريكية صهيونية لإثارة الشقاق بين السنة والشيعة. عليه أن يذكر أن إيران هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تثبت مذهبها الاثني عشري في دستورها. وعليه أن يذكر أيضا أن وحدة الأمة لا تقوم على سياسات البغي والعدوان والختل والإكراه. ووحدة الأمة لا تقوم على الانحياز للمستكبرين ضد المستضعفين مهما تكن هوية المستضعف أو انتماؤه: الإنسان أخوك في الدين أو نظيرك في الخلق كما قال الإمام علي رضي الله عنه.
.نحب أن نؤكد أننا نرفض أن تزج قضية شعبنا في سورية ومظلوميته بأبعادها في أي شكل من أشكال الصراع الإقليمي أو الطائفي أو المذهبي. لنؤكد على أن جوهر الانتفاضة في سورية أنها انتفاضة وطنية تسعى إلى الحرية والكرامة ونيل الحقوق. إن شبابنا الوطني يعرف بوصلته جيدا. الانتفاضة الوطنية في سورية ليست محسوبة على غير أبناء سورية. وهي حريصة على ألا تشتري عداوة أحد ، وهي تستهدف بُنى الاستبداد والفساد على الأرض السورية..
نذكّر بأننا في سورية مع كل أبناء شعبنا نتمسك دائما بموقفنا المتسامي على كل العنعنات الضيقة، وسنظل منحازين أبدا إلى قضايا أمتنا ومصالحها العليا. ولكن هذا لا يعني أن نغمض أعيننا عن سياسات البغي التي يحاول البعض أن يروجها بالعناوين البراقة. إن الشعوب المقهورة المسلوبة لا تقاوم ولا تمانع. إن الجادين في الحديث عن المقاومة هم الذين يعطون الإنسان المقاوم استحقاقه من الحرية ومن الإحساس بالكرامة.
كما نذكر بأن شعبنا الذي فتح صدره من قبل لإخوانه من أبناء لبنان أيام العدوان الإسرائيلي المقيت عليهم، وبذل من دعمه وتأييده بلا حدود يستحق في أزمته الحاضرة بعض الوفاء. ونذكّر أن العلاقة مع الشعوب هي الأبقى، وأن الأشخاص كما يجيئون يذهبون..
(( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )).
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية الاستراتيجية