الموقف من التطرف والمتطرفين

زهير سالم*

تطور عقلي ونفسي وبدون تسييس..

زهير سالم*

[email protected]

في الأيام الأولى للثورة كنا نؤيد كل من يقاوم بشار الأسد وننظر إلى الجميع كمجاهدين أبرار ...

عندما بدأت تصلنا بعض الأخبار التي لا تسرنا كنا نعيش حالة من الرفض و الإنكار والتسويغ والاعتذار ... 

وعندما صنفت الولايات المتحدة ( جبهة النصرة ) على طريقتها كل قوى المعارضة السورية أنكرت ورفضت واحتجت وانتصرت للنصرة وشبابها 

وعندما أعلنت النصرة بيعتها للظواهري فجعت المعارضة التي حمتها وانتصرت لها ، وكسرت ظهرا وقطعت ألسنة . ومع التفهم للباعث فقد خلا الإعلان من أي فقه سياسي..

ثم فجعنا مرة أخرى بالخلاف يستشري ويستعلن بين الجولاني والبغدادي ..

ومن هنا تكاثرت الممارسات الشاذة والغريبة التي لا تنتمي إلى الثورة كنا نحاول التنبيه بالعمومات ودون التخصيص وإثبات الانتقاد ..

وحين وصل الأمر إلى القتل والغدر وطعن الثورة في الظهر انتقدنا وأنكرنا وجهرنا بالانكار وأمرنا بالصبر والاحتساب وأمرنا دائما بتحكيم الشرع والعقل ورفض التهور والاقتتال ..

في كل المراحل لم نقع في تكفير ولا تخوين جمعي ولا مطلق وما زلنا نرفضهما رغم أننا نرى أفعالا لا يفسرها إلا الخروج عن الشرع أو الحمق أو الاختراق ...

وما زلنا ننادي على أصحاب القلوب الطيبة والنوايا الحسنة وهم في هذه المجاميع غير قليل أن عودوا إلى الجادة والصواب والحق عودوا إلى دينكم وأمتكم وأهلكم .وكفوا عن هذه الشناعات والبشاعات ..

وحين بدأت المعارك بين الجيش الحر والمتطرفين كانت قلوبنا تتنزى ألما لهذا الاحتراب وظللنا ننادي بتجنبه ما وجدنا إلى ذلك سبيل ونبين أن حكمه هو حكم رد الصائل . وليس لمسلم أن يسعى ابتداء لقتال مسلم إلا دفعا لصيال ودرأ عن دم أو عن عرض أو عن مايستحق ..

ثم بدأت تصلنا أخبار الوقائع السود والبيض فنألم للأولى ونرتاح على مضض لا نتصار كتائب الجيش الحر على البغاة المتطرفين ..

واليوم ومع إقرارنا أنهم تجاوزوا في بغيهم وعلى كل المستويات ...

أي شعور سيتملكنا إذا انتصر عليهم الأمريكي أو انتصرت عليهم كتائب الولي الفقيه ..؟! بل أي نتيجة سنتوقع ونحن نرى منجل الولي الفقيه يحصد العقائد والشرائع والأعناق ..

قال : لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم حيران ..

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية