فلسطين لن تضيع

د. انتصار شعير

د. انتصار شعير

الإسكندرية ـ مصر

من سافر بعيداً عن وطنه , ومن عاش تجربة الغربة , يشعر وكأن تراب الأرض يكاد ينطق قائلاً : أنت غريب , أمنك و اطمئنانك ليسا هنا , هذه ليست أرضك , هذه ليست بلدك , وإذا كان هذا حال الغربة الطبيعية من أجل طلب العلم أو سعياً وراء الرزق , فما بالنا بغربة المغتصب المتغطرس الذى سلب حق غيره ظلماً وعدواناً يحيط به الخوف من كل مكان يشعر بتربص صاحب الحق فى كل شبر وفى كل خطوة يخطوها فإذا به يترجم خوفه وهلعه ظلماً و طغياناً , قتلاً ودماراً , يتخبط بهيستيرية حتى يكاد يفزع من خياله ... وهذا الهلع وهذا الشعور بالرعب هو أول الأسباب التى تقول : فلسطين ستعود .

ومن ينظر ويتأمل خريطة الوطن العربى يجد أن فلسطين تقع كشريان حياة فى قلب الأمة الإسلامية العربية بين لبنان وسوريا والأردن ومصر لتكون حقاً  ’’ فلسطين فى القلب ’’ معنوياً وواقعياً , والسكوت على انتزاعها يعنى ذهاب الحياة , ونحن لم نفقد الحياة بعد , ولن نقبل بوجود جرثومة سرطانية لفظها العالم أجمع ونبذها وراء ظهره بعد أن أصبحت أفعى تبث سمومها و فسادها أينما حلت , وطوقت بأساليبها القذرة رقاب زعماء العالم ليزرعوها نبتة خبيثة فى الأرض الطاهرة وذلك للتخلص من شرورها أولاً ثم لتكون أداة لتحقيق أطماعهم ثانياً , وأتحدى من ينكر تاريخ الصهيونية الأسود الذى سجله العالم أجمع .. فمن أجل الحق ومن أجل أن قلوبنا لاتزال تنبض أى لا تزال تدب فينا الحياة .. فلسطين ستعود .

ويأتى دور المسجد الأقصى , وأنه بإذن الله سيكون سبباً فى صحوة ووحدة الأمة الإسلامية , طالما أن هناك من يعبد الله حق عبادته ويحب محمد صلى الله عليه وسلم ويتلو القرآن ويقيم الصلاة ويصدق كلام الله ويؤمن أن فى القرآن سورة اسمها الإسراء تشهد بحق المسلمين فى أرض الإسراء .

فلسطين ليست أندلساً أخرى تفصل بينها وبين الأمة الإسلامية البحار والبلدان , فلسطين فى القلب وملء العين , فلسطين حق يأبى النسيان , فلسطين ستعود .