باب من أبواب الخير
باب من أبواب الخير
د. مأمون فريز جرار
منذ سنوات بعيدة نشرت في مجلة "الأمة" القطرية ذات السمعة الطيبة مقالاً بعنوان: "رسالة إلى الناشر المسلم" اقترحت فيه عدة مقترحات لإقامة علاقة سوية بين المؤلف والناشر. ويبدو أن تلك الرسالة لم تلق الترحيب الذي كنت أتوقع! بل عندما جمعت عدداً من مقالاتي ونشرتها مجموعة في كتاب طلب مني الناشر وهو من ذوي السمعة الطيبة في عالم النشر حذف هذا المقال!! كان مما أقترحه في مقالي حفظ حق المؤلفين الموتى!! وذلك باقتطاع نسبة من أرباح كتبهم، ولا نطمع في أن تكون كالنسبة التي تعطى للمؤلفين الأحياء والمفترض أنها (10%) هذا إذا دفعها الناشر، وقليل من الناشرين من يفعل ذلك.
قلت: لو اقتطعنا نسبة ما من مردود بيع الكتب التراثية وأنشأنا صندوقاً لخدمة التراث وطلبة العلم لاجتمع عندنا مبلغ كبير يعيننا على تحقيق كثير من المشروعات الثقافية والعلمية.
استذكرت هذا الاقتراح حين كنت في جلسة جمعتني بعدد من الإخوة الأفاضل، ومنهم الأخ الكريم رائد هذا الموقع المبارك الأستاذ عبد الله الطنطاوي، وقد تذاكر الحضور ما لموقع رابطة أدباء الشام من الفضل في تقديم الأدب الإسلامي والأدباء الإسلاميين، وتعريف رواد الإنترنت بهم، بل إن الموقع صار مصدراً مهماً من مصادر الباحثين.
وكان مما ذكره الأستاذ عبد الله الطنطاوي أن طلبات كثيرة تأتيه من باحثين وباحثات يطلبون مؤلفات بعض الأدباء والمفكرين، ليستعينوا بها في إعداد رسائل جامعية، ولا يخفى أن للكتب ثمناً غير زهيد، وأن للبريد كلفة قد تعادل ثمن الكتب وقد تزيد!! وفي كثير من الأحيان يلبي الأستاذ عبد الله الطلبات ويذهب إلى المكتبات ويتكلف إرسال الكتب إلى طالبيها.
قلت: لو أن اقتراحي لقي قبولاً لكان من اليسير تلبية طلبات الباحثين في المشارق والمغارب.
ولكن يمكن أن نفتح للخير باباً من خلال موقع الرابطة هذا، ويمكن أن يسهم فيه القادرون من الخيرين، وذلك بأن يخصص باب أو زاوية لطلبات الكتب والمؤلفات من الذين يعجزون عن الحصول عليها من طلبة العلم، ويفتح الباب للمتطوعين من أهل الخير لتلبية تلك الطلبات، وكل طلب يلبى يشار إلى ذلك في كل أسبوع حين يصدر عدد جديد.
لقد عرف تاريخنا أبواباً من الخير من خلال "الوقف" ووقف الخيرون على كل ما يخطر بالبال من المجالات التي كانوا يرجون فيها رضوان الله.
ولا يخفى أننا في هذا الزمن نجد حصاراً للأوقاف وتضييقاً عليها، فلم يعد الوقف عملاً أهلياً شعبياً بعد أن امتدت إليه الأيدي الرسمية مما يزهد الناس فيه أو يجعلهم يترددون قبل أن يقدموا عليه.
أيها الخيرون من محبي العلم والأدب احتسبوا عند الله بعض أموالكم واجعلوا لطلبة العلم نصيباً منها بالتنسيق مع رابطة أدباء الشام ولكم الأجر الجزيل من الله الغني الحميد.