الشارونجية يسخرون من الإسلامجيين والقومجيين والوطنجيين
الشارونجية يسخرون من
الإسلامجيين والقومجيين والوطنجيين
في هذا العصر الأمريكي الكالح الذي يلوذ فيه الكثيرون بالصمت، سفرت الوجوه القبيحة، وطالت الألسنة الحداد، وكشف أتباع شارون وبوش هوياتهم بعد أن أماطوا ورقة التوت عن أفواههم، وراحوا وهم الذي يحتلون أعمدة صحف كبرى يزاولون أشكال (..) العقائدي والثقافي والسياسي بلا مواربة ولا حياء.
حين تمسك أي عمود من أعمدة تلك الصحف ترى شارون يسابق بوش في امتهان الأمة والسخرية من كل ما يمت إليها، وفي تسويغ المشروع الأمريكي، والدعاية لأعداء الأمة بكل أحابيل المكر والتضليل. ويزيد أصحاب الألسنة الحداد هؤلاء (الأشحة على الخير) على شارون وبوش أنهم يتطاولون على العقائد والأفكار والعقول والقيم وأنماط العيش وأساليب السلوك. وقد جعلوا واقع الأمة الذي صنعوه (مكر الليل والنهار) طوال قرن مضى يوم كانوا يتسترون ويواربون شاهد زور على ألمعيتهم وفرادتهم وذكائهم.
بدأوا، منذ أول القرن الماضي، بالإسلام وهم أعدى أعدائه، فاختزلوه واختصروه وشوهوه.. حتى لا يكاد يعرفه بنوه وكل من خالفهم الرأي أو الاجتهاد، وهم ليسوا من أمر الرأي والاجتهاد في ورد وصدر، وإنما هم نعيب غراب، وصراخ بوم في ليل، اتهموه بالجمود والرجعية والانغلاق والماضوية. فإن سماهم بأسمائهم، وأشار إليهم بأوصافهم التي مردوا عليها سلوا عليه سيف التكفير، تهرباً في العلن مما يفخرون به إذا خلا بعضهم إلى بعض، وقد جعلوا أكبر همهم نقض عرى الإسلام عروة فعروة.
كان دعاة الإسلام محاصرين عند هؤلاء، في مطلع القرن الماضي، في تهم (الجمود) و(الرجعية)، يمارس عليهم الإرهاب الفكري والثقافي إلى جانب إرهاب المستبد الذي تواطأ معه هؤلاء الأقزام. ثم حوصروا في دعاوى (التطرف) و(الأصولية) و(التكفير) و(الإرهاب) مجاراة لما ابتدعه العم سام وقرره على أتباعه ومريديه.
ثم ها هم الرهط الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، يكرّون أخرى على الخلص من دعاة العروبة، فإذا العروبة عند هؤلاء السفهاء خرافة أو أضحوكة أراد العرب الأقوياء أن يستعينوا بها على الضعفاء، والعرب الفقراء أن يبتزوا أموال العرب الأغنياء !! وأن الوجود الحق إنما هو في هذه الكيانات الصغيرة التي أسستها أيدي القديسين من أمثال (سايكس ـ بيكو) وباركتها نفثات بوش الأب والابن على السواء.
حين تقرأ هذه الأيام أعمدة صحف يقال لها عربية، ولمحررين محسوبين على هذه الأمة، اغتالك الشك والارتياب أتقرأ بالعربية أو بالعبرية لهول ما تقرأ من السخرية بالأمة والانتماء والتاريخ والحاضر والمستقبل، الذي يصادر لمصلحة المشروع الأمريكي، وترى هوية الكُتّاب (الرهط) شاهرهم وماهرهم يرمون عن قوس واحدة في التأكيد على أن لا مخرج ولا مهرب إلا إلى بوش ومشروعه وشارون وسلطانه !!
ويكرّ من شاهت منهم الوجوه كرّة ثالثة، فإذا هم يسخرون من الانتماء الوطني في وحدته الصغرى، فيتهم رجاله (بالوطنجية) وضيق الأفق، وتوجه إليهم الدعوات ليل نهار، ليحرروا أوطانهم من شركائهم في الانتماء لمخالفتهم في الرأي، ليصير أمر هذا الوطن إلا من يخالفك الوطن والانتماء.
الحملات المسعورة التي يصيرها رهط (قدار) على (الإسلامجية) و(القومجية) و(الوطنجية) تستدعي من الخلص من أبناء الأمة أن يبادروا إلى محاصرة هذا السرطان وفضح هذه الوجوه وكشف المخبوء من السرائر المريضة. ولنرفع أصواتنا جميعاً (سوريون) (مصريون) (عراقيون) عرب عرب ثم مسلمون مسلمون مسلمون..
زهير سالم