وما تزال (المعارضة الكريمة) تدير ظهرها للثورة والثوار !!
وبينما ما يزال الروسي والإيراني يضعون هدف كسر إرادة الشعب السوري، وإذلاله ، واحتلاله في رأس أولوياتهم ، وبينما ما يزال العدوان الألدان يتابعان المشهد السوري ساعيّا ، ويتفاعلان معه آنيا ، فيقدمان لتحقيق هدفهم كل ما يقدران عليه وهو كثير ؛ يمعن هؤلاء الذين سموا أنفسهم ( أصدقاء الشعب السوري) على اختلاف مراتبهم في الانصراف ، عن المشهد ، وإدارة الظهر للحريق ( جريمة الحرب ) بوقوده من إنسان سورية وعمرانها ، والاكتفاء بتعامل إعلامي محدود ، إضافة تصريح كقرعة على وتر ، تأتي مرة غنّاء ومرة خنّاء ..
وعلى أعقاب (مدعي الصداقة) هؤلاء بكل تلافيفهم ، تمضي أطراف وأطياف ومكونات ( المعارضة الكريمة ) بعيدا عن الثورة السورية وثوراها ، فلا يزيدها طول العهد واتصال البعد ، عن هذه الثورة إلا انصرافا وإعراضا . (المعارضة الكريمة ) التي كان أفق تطلعها ، وأكبر همها ، ومبلغ علمها ، وأوج نصرها ، منذ أول يوم مقعد في مجلس ، وشراكة على عشاء ؛ لا تفكر أبدا في مراجعة موقف ، وإعادة استقبال ما استدبرت من أمرها فأودى بها ، وهي ما تزال تطوس كالطاووس ، وتظن أنها تحقق نصرا وتحسن ليوم الدينونة صنعا ..
إن مستجدات الموقف الدولي والإقليمي من سورية وثورتها وثوارها ، ومستجدات الثورة نفسها فيما يجري على كل الجبهات والمحاور ، ؛ كلها تقتضي من ( المعارضة الكريمة ) إعادة تقدير موقف ، وتغيير استراتيجيات ، وتجديد أساليب ووسائل وأدوات ولكن ....
في فقه الواجبات الكفائية يتحدث الفقهاء عن إثم من يدير ظهره للغريق والحريق ، ويعجز مثل القاتل قابيل أن يواري سوءة أخيه . في الفقه المغلوط التي تربت عليه أجيال عصرنا ، يخال الكثيرون أن الواجبات العينية الفردية أبلغ في الوجوب من الواجبات الكفائية الجماعية !! مع أن قصارى ما يترتب على الإخلال بالواجب العيني الفردي مفسدة فردية ، بينما الذي يترتب على الإخلال بالواجب الكفائي الجماعي مفاسد أو كوارث جماعية تئط تحت عبئها كواهل الكثيرين .
ولا يظنن احد أنه ينجو من مسئولية مما يجري على أرض الشام ، لمجرد أنه كُفت أو غُلت يده أو شُد لسانه بنسعة فأبى أن ينادي : أمعشر تيم أطلقوا من لسانيا ...
من حصار داريا نضر الله وجوه أهلها ، إلى حصار الوعر ، إلى المعركة التي لم تتوقف على القطاع الشمالي للثورة في حلب وإدلب والساحل الشمالي منذ أعلن ديمستورا هدنته الكاذبة الرثة في 29 / 2 / 2016 هناك مستجدات يومية لا يتأخر عن تلبيتها والتفاعل معها الأسدي والروسي والإيراني .. وتظل نائمة عنها ( المعارضة الكريمة ) ، وكأن الأمر الذي يفزع له الروسي ، ويطير له الإيراني (قاسم سليماني) أو (علي أكبر ولايتي) لا يعنيها ، أو هو أصغر من أن يفكر فيه من هم في مقام العظام من كرامها !!
ويعتذرون بالعُدم ويتكاثرون :
كم قُتل من جنرالات إيران في معركة خانطومان ؟! وكيف قتل القائد الحزبلاوي مصطفى بدر الدين في محيط مطار دمشق ؟! وهذا الذي تتكاثرون به – رجالَ المعارضة الكريمة - يثبت شيئا واحدا أكيدا حضور أعدائكم وغيابكم . فعلهم وعجزكم .
أنتم يا من تزعمون أنكم أصحاب القضية ، وأم الولد الحقيقة ، ورعاة الثورة وممثلوها والقائمون على أمرها ...
كم ماريشال وجنرال وكولونيل على طريق الثورة التي تزعمونها ثورتكم قدمتم أو بذلتم أو فقدتم ؟! ألا ليتكم تعلمون إذ تظلون تعتذرون بالعُدم أن موت الصادقين : قليل الكلفة حين يراد كبير الأثر حين يكون ...