الطائرات والبوارج الروسية وجيش التحرير الشيعي لفرض الحل العسكري
بيد عمرو وليس بيدي ...
يستقبل السوريون بأجساد أطفالهم ، كل ساعة المزيد من قذائف وصواريخ الطائرات والبوارج الروسية ، وكذا طائرات التحالف الأمريكي ، والمزيد من قتلة ما يسمى ( جيش التحرير الشيعي ) متعدد الجنسيات ، تعمل كل هذه القوى مجتمعة ‘على فرض حل عسكري على الشعب السوري ، تحت عنوان ما يسميه هؤلاء الكائدون الماكرون ( الحل السياسي ) الذي يعد له السيد ديمستورا في جنيف القادم . والذي ينتظره المنتظرون !!
لا يحتاج المرء إلى كثير من الذكاء ليدرك أن الحل الذي يفرض بقصف أسراب الطائرات العملاقة ، والبوارج البحرية ، وعصابات القتل الشيعية متعددة الجنسيات ليس حلا سياسيا ، وإنما هو حل عسكري بامتياز ، يتواطأ عليه كل هؤلاء المتواطئون .
يتابع المواطنون السوريون ( الحل السياسي ) المزعوم ، على الأرض في صور أطفالهم ، وفي شخص الطفل "عمران قنديش " سعيد الحظ الذي كتبت له السلامة ، بينما تحول عشرات الأطفال من إخوانه إلى أشلاء ، أو ساخوا في الأرض تحت التراب ...
ويتابع السوريون ( الحل السياسي ) المزعوم قراءة في التقارير الإنسانية التي توثق يوميا أخبار حرب الإبادة التي تشن عليهم بالأسلحة الكيماوية والحارقة بأنواعها والقنابل الفراغية والعنقودية . هذه الأسلحة التي يستمعون إليها تكرر على مسامع كل من بقي حيا منهم اليوم موعدنا غدا أو بعد غد ..
يتابع السوريون بنود ( الحل السياسي ) الذي ينتظره المنتظرون ، ثم يرفعون رؤوسهم فتسد عليهم أفق جهادهم وصبرهم ومصابرتهم وتضحياتهم صور بعض المتكئين على كراسي المسئولية في هيئات المعارضة المختلفة ، فيرونهم ينتظرون ما يفعل بهم أو لهم ، وكأن كل هذا يجري لا يعنيهم ، وإنما هم ينتظرون أن يدعوهم (الراعي) ديمستور إلى مذبحه المخملي في جنيف حيث سينتهي دورهم بوضع بصمة التوقيع ..
إن السؤال المحير بحق ، هل استغرق العجز هؤلاء الناس بحيث أصبحوا عاجزين عن الإعلان عن عجزهم ؟! وإصرارهم على أن دورهم هو مناقشة حل سياسي ، وليس التوقيع على حل عسكري ما زال الروس وحلفاؤهم يحاولون فرضه على الشعب السوري منذ أحد عشر شهرا !!
لقد كانت الدعوة الأصلية إلى جنيف هي للتوافق على حل سياسي ، فهل عجز هؤلاء السياسيون أن يصدروا بيانا يعلنون فيه للمجتمع الدولي أن الحل السياسي لا يكون تحت وقع حصار المدنيين ، وتجويع الأطفال ، وقذائف الطائرات والبوارج الروسية ، وحمم قذائف النابلم ومشتقاته وغاز الكلور ومرادفاته ...
هل عجزوا أن يصدروا بيانا يقولون فيه للأمريكيين الذين لم يحركهم سارين بشار الأسد ، ولا كل أسلحته المحرمة دوليا ، والذين لم تؤثر في ضمائرهم صورة الطفل عمران ولا عشرا ت الآلاف من صور السوريين المعذبين الموثقة لديهم ، وحركهم في بعض ساعة قصف عارض عابر نال على الحدود التركية بعض عملائهم ؛ لقد أسفر الصبح ، وحصحص الحق ، وأدركنا زيف ( الحل السياسي ) الذي إليه تدعون .
بيان واحد من هيئة التفاوض العليا ومن الائتلاف الوطني ومن كل قيادات قوى المعارضة ، بيان واحد ، يتعاطف مع صورة الطفل عمران ، ومع ضحايا قصف النابلم الحارق ، والكلور الخانق ، وضحايا الحصار في جوف الجوع والعطش والمرض ، بيان واحد يرفض التوقيع على (الحل العسكري) الذي تعمل عليه الأساطيل الجوية والبحرية الروسية والأمريكية ، ويعززه على الأرض جيش (لتحرير الشيعي ) متعدد الجنسيات ، ووحدات حماية الشعب الكردية وكل المشتقات الفئوية والطائفية ..
بيان واحد وتغير كل شيء ، أو يبرئ صادق نفسه أمام الله ثم أمام الناس .
كل المنتظر من القوى السياسية الملتحفة لعلم الثورة السورية ، أن تعلن رفضها أن تكون معبرا ( للحل العسكري ) الذي تسعى كل القوى الدولية إلى فرضه على السوريين .
ومع أن ثورة المجاهدين من أبناء الشعب السوري تسير في طريق آخر وتتخذ معراجها إلى العلى ، وتملك من العزيمة والتصميم ما يجعلها تؤكد بصدق وتصميم : أخي أنا ما سئمت الكفاح ...
نقول لكل المساكين المتورطين في حبال الماكرين : ليقل كل واحد منكم : إن كان ولا بد فليكن بيد عمرو وليس بيدي ...
اقبلوها نصيحة واعلموا أن جيل الشهادة لن يرحم المتخاذلين والمفرطين والمستسلمين مهما كانت معاذيرهم ومباديهم ..
يستحق جيل الثورة والشهادة ممثلين يليقون بالثورة والشهادة ...