في التصدي لحروب إيران وذراعها حزب الله، هل هم جادون أو صادقون!؟

زهير سالم*

الذين مكنوا إيران وميليشياتها ، بمن فيها حزب الله من الانتصار في سورية . والذين خذلوا السوريين المدافعين عن أمتهم ووطنهم ، وعن هويتها وعن إرادتها وكرامتها ؛ على كل مستويات الخذلان ، والذين مكّنوا هؤلاء الذين ، يدعون اليوم ، عدواتهم من إعلان الانتصار ، على الأمة بجمعها ، وليس على السوريين أو العراقيين وحدهم ؛ هل هم جادون أو صادقون في الدعوة إلى فتح معركة جديدة ، ضد هؤلاء المجرمين ، على الأرض اللبنانية ؟!

على أي قاعدة من قواعد التفكير الفطري البدائي أو السياسي العلمي ، يمكن أن يستنتج عاقل ، أن مواجهة حزب الله في عقر داره على الأرض اللبنانية ، أسهل وأقرب وأكثر مشروعية ، من مواجهته مع إيران ، حالة تلبسه بالعدوان على الأرض السورية ، حيث تم إسلام السوريين نساءهم وأطفالهم وأعراضهم لقوى الشر والعدوان ، وعلى رأسها ميليشيات إيران والعراق وحزب الله ؟!

أين كان التفكير البدائي أو العلمي لدى سعد الحريري ، وهو يمرر انتخاب عدو اللبنانيين وعدو السوريين وعدو العرب وعدو المسلمين ، وعميل كل أعداء الأمة لرئاسة الجمهورية اللبنانية ، ويقف سعد الحريري متباهيا يومها : هل فكرتم بمستقبل لبنان يوم انتهاء الدور التشريعي ، ويحتاج فيه لبنان إلى الانتخابات ؟!!!!

أجابه يومها ميشيل عون ، وهو يتلمظ بلعق صحن الحلاوة الذي قدمه له : لقد تم انتخابي بلا شروط ولا صفقات ..

آخر خدمة قدمها السيد سعد الحريري لإيران ولحزب الله ، ولبشار الأسد ، هو اعتماده أول سفير عربي يعود إلى بشار الأسد ، قال سعد الحريري حينها ، ومنذ أيام : ( قررنا أن نطوي خلافاتنا مع حزب الله جانبا ، وأن نعمل معا لخدمة لبنان ). نسي السيد سعد أن طيه للملف لا يعني أن عدوه مستعد لطيه أيضا ، وكانت تلك قمة السذاجة التي تمثلت ليس في شخصية سعد الحريري وحده ، وإنما في شخصية مستشاريه الإقليميين والمحليين ..

الحقيقة التي نريد أن نخلص هي التشكيك في جدية ومصداقية هؤلاء الذين يعللون استقالة الحريري تحت عنوان وضع حد للنفوذ الإيراني أو النفوذ الحزبللاوي في المنطقة .

إن هؤلاء الذين يدعون التصدي لنفوذ إيران ونفوذ حزب الله في المنطقة ، في لبنان وسورية والعراق واليمن والبحرين وغيرها ليسوا أفضل مصداقية ولا جدية من دعوى إيران وحزب الله وبشار الأسد في رفع راية المقاومة والممانعة ..

لقد خُذل الشعب العراقي ، ومن ثم الشعب اليمني ، وتلاهما الشعب السوري ؛ في حسابات شخصانية شديدة الضيق والعدمية ، وفي إطار هذه الحسابات ، جاءت رزمة التنازلات التي قدمها السيد سعد الحريري في إطار توسيد أمر لبنان إلى ميشيل عون ، وبشار الأسد ، والخروج من المسئولية في لعبة نار طفولية ستؤدي بلبنان على كل المستويات .

الرسالة الأساسية إلى شعوب الأمة أجمع ، إلى الشعوب المبتلاة بالاحتلال الاستيطاني الصهيوني والصفوي والإيراني ...

توقفوا عن العمل مع غير الجادين ..

اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ " ويكفينا ما لاقينا من الهازلين العابثين الكاذبين ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية